قال : فقالت له : جعلني الله فداك لمن هذه الأبيات؟
قال : للأحوص بن كلاب (١) ، تمثل بها يوم شعب جبلة (٢) ، وهو اليوم الذي لقيت فيه (٣) قيس تميما.
قال المفضل : وأقبلت عساكر أبي جعفر (غضب الله عليه) فقتل من أصحابه ، وقتل من القوم ، وكاد أن يكون له الظفر ، وكشفت ميمنته والقلب فتمثل (٤) :
أبى كل ذي وتر يبيت بوتره (٥) |
|
ويمنع منه النوم إذ أنت نائم (٦) |
أقول لفتيان كرام تروحوا |
|
على الجرد في أفواههن الشكائم (٧) |
قفوا وقفة من يحيا لا يخز (٨) بعدها |
|
ومن يخترم لا تتبعه الملاوم (٩) |
قال : ثم كر فطعن (١٠) رجلا وطعنه آخر ، فقلت له : جعلني الله فداك تباشر الحرب بنفسك والعسكر منوط بك؟! فقال لي : إليك عني يا أخا بني ضبة (١١) ، كأن عويفا أخا بني
__________________
(١) في مقاتل الطالبيين : خالد بن جعفر بن كلاب في يوم شعب جبلة ، وهو اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما. والأحوص : لعله زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب ، أو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم ، انظر : كتاب الأغاني (٤ / ٢٢٤ ـ ٢٦٨) ، الأعلام (٣ / ٦٠ ، ٤ / ١٢٦) ، معجم البلدان (٢ / ١٠٤ ـ ١٠٧).
(٢) جبلة اسم لعدة مواضع ، وشعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم عبس وذبيان وفزارة ، انظر : معجم البلدان (/ ١٠٤ ـ ١٠٧) ، معجم القبائل العربية (١ / ١٢٦ ـ ١٣٢).
(٣) نهاية الصفحة [٢٥١ ـ أ].
(٤) الأبيات لأبي حرجة الفزاري ، وقد وردت الأبيات في أمالي القالي (١ / ٢٥٨) ، وفي سمط اللآلي (٥٧٥) ، وقيل في نسخة الوحشيات : لأبي تمام (خ) والأغاني (١٩ / ١٩٢).
(٥) شطر البيت في (أ) : أبى كل ذي بيت بوتره.
(٦) في مقاتل الطالبيين والأغاني وابن أبي الحديد : (أبى كل حر أن يبيت بوتره) وفي نسخ أخرى (ترى كل حر) وفي أمالي القالي : (أرى كل ذي نبل يبيت لهجه) ، الأغاني (١٩ / ١٩٢).
(٧) كذا في ابن أبي الحديد ، وفي الأغاني (أقول لفتيان العش نرجوا) ، وفي نسخ أخرى : (على الحرب) ، وهذا البيت وما يليه في (مجموعة المعاني) الجوانب (١٣٠١ ه) ص (٣٩) ، وانظر مقاتل الطالبيين ص (٣٢٣) ، الأغاني (١٩ / ١٩٢).
(٨) وردت في (أ، د) : يحز.
(٩) في (ب ، ج) : اللوائم.
(١٠) في (ب ، ج) : وطعن.
(١١) بني ضبة : بطن من قريش من العدنانية ، وهم بنو ضبة بن الحرب بن منهر بن مالك ، وهنالك بنو ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. انظر : معجم قبائل العرب (٢ / ٦٦٢).