قال : وأتوهم من نحو دار يزيد ، وخرج عليهم المبيضة ، وقد أصلتوا (١) سيوفهم ، فحملوا عليهم حملة محضة (٢) فقاتلوهم على باب الزوراء (٣) ، وذلك يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة (٤).
حتى انتصف النهار ، ثم قال لهم مبارك : لا بد من الراحة والقائلة (٥) ، فلما تفرق الناس عنه جلس على راحلته فلحق. بموسى بن عيسى ببطن نخل فأعطاه الخبر ، وذكر له من أتاه ومن تخلف عنه ، ومضى العمري وابن واقد ووزير ابن إسحاق الأزرق فصاروا إلى معدن بني سليم حتى لقوا العباس بن محمد ، وكان القوم بالربذة إلى أن قدم عليهم مبارك (٦) ، فمضوا جميعا يريدون مكة ، فأقاموا بالمعدن ثلاثا وهموا بالرجوع إلى العراق حتى ورد عليهم كتاب محمد بن سليمان يأمرهم بالمضي ، فلما ورد موسى غمرة (٧) ونزلها كتب إليهم منها أن العجل العجل ، فتوافوا بغمرة ، وأمروا العمري بالانصراف نحو المدينة ، وأن يكون مقيما على ليلة (٨) منها ، فإذا خرج منها الحسين دخلها «بعد خروجه» (٩).
وأقام الحسين بالمدينة وأصحابه في المسجد ودار مروان (١٠) ، ولزم أهل المدينة منازلهم ، وتركوا حضور المسجد لا يجمعون معهم.
__________________
(١) في (ب ، ج ، د) : قد أصلتوا.
(٢) في (أ) : حملة محققة.
(٣) أحد أبواب مسجد رسول الله الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والزوراء موضع قرب سوق المدينة ، وقيل : اسم لسوق المدينة ، انظر : معجم البلدان (٣ / ١٥٥ ـ ١٥٧).
(٤) أي من سنة (١٦٩ ه).
(٥) أي النوم في الظهيرة ، والمعنى هنا لا بد من الراحة والاسترخاء قبل الظهيرة وذلك بنوم القيلولة وهي نومة نصف النهار أو الاستراحة فيه.
(٦) نهاية الصفحة [٢٧٦ ـ أ].
(٧) منهل من مناهل مكة ، من أعمال المدينة ، وهو فصل ما بين تهامة ونجد ، انظر : معجم البلدان (٤ / ٢١٢).
(٨) في (أ) : مقيما على ميلين.
(٩) ساقط في (أ).
(١٠) هي دار مروان بن الحكم كان ينزلها ولاة المدينة ، انظر : أخبار المدينة (٢٥٦) فهارس تاريخ الطبري.