فقال نصر بن مزاحم : كنت فيمن عند أبي السرايا إذ جاءه جماعة من أهل الكوفة ، فقالوا : أصلح الله الأمير ، ننتظر (١) بهذا الرجل وقد قطع شربنا ، وسكر فراتنا (٢) ، انهض بنا إليه ، فو الله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبينه ، ونستظهر بالحجة عليه.
قال : فأمر أبو السرايا الناس بالنهوض إلى هرثمة «فنهضوا» (٣) ، ونهض معه أربعة آلاف من الزيدية ممن كان رجع عنه بالقصر قد لبسوا الأكفان وتحنطوا للموت.
قال : وخرج أبو السرايا يوم الاثنين لسبع خلون من ذي القعدة (٤) إلى الرصافة (٥) بعد أن جرى بينهم قتال شديد فأخبر الناس وقد أخبره جواسيسه أن هرثمة يريد مواقعته في ذلك اليوم ، فصفهم مما يلى الكوفة ، ومضى هو في جريدة خيل حتى عبر القنطرة كراهة أن يأتوه منها.
[٥٠] [أخبرنا أبو العباس قال : حدثنا أبو زيد العلوي عن الكوفي عن نصر بن مزاحم قال] : قال عبد الله بن محمد : فبينا نحن بالرصافة إذ أقبل هرثمة بخيله فرجع إلى الناس ، فقال : صفوا (٦) صفوفكم وكونوا على تعبئتكم ، فإن العدو قد أقبل (٧).
وبعث إلى أبي (٨) السرايا رسولا يخبره «بإقبال هرثمة» (٩) : ويستطلع رأيه في قتاله ، فلم يلبث أن أقبل (١٠) أبو السرايا وهو كالبعير الهائج يكاد يقلعه (١١) الغضب عن سرجه قال : فعبأ
__________________
(١) في (ب ، ج ، د) : ينتظر.
(٢) السكر : ما يسد به النهر ونحوه ، والسكر : سد النهر ، وبالكسر الاسم منه المعجم الوسيط مادة : (سكر) ، وعند اللفظ :
(سكر) نهاية الصفحة [٣٣١ ـ أ].
(٣) ساقط في (أ).
(٤) في مقاتل الطالبيين : خرج يوم الاثنين لتسع خلون من ذي القعدة أي من سنة (١٩٩ ه).
(٥) اسم لعدة مواضع ، انظر معجم البلدان (٣ / ٤٦ ـ ٥٠).
(٦) في (ب ، ج ، د) : سوّوا.
(٧) انظر : مقاتل الطالبيين ص (٤٤٢).
(٨) في (ب ، ج ، د) : أبو ، وهو خطأ لغوي.
(٩) في (أ) : بأن قال هرثمة قد أقبل.
(١٠) في (أ، ب ، د) : إذ.
(١١) في (أ) : يعقله.