فإنك أهل له ، وأنت قوي على النظر فيه ، والبلد بلدك ، وتعرف من أمر الناس ما لا نعرف.
فقال : يا أبا محمد والله لا يتقدم بين يديك أحد إلّا وهو مخطئ ، أنت الإمام ، وأنت الرضا ، وقد رضيناك جميعا (١).
فقال القاسم : اللهم غفرا اللهم غفرا.
قال : ثم إن أحمد بن عيسى أقبل على القوم ، فقال : إن أبا محمد لنا رضا وقد رضيت به.
قال عبد الله بن موسى والحسن بن يحيى : صدقت أيها الشيخ.
قال محمد بن منصور : فخفت أن يفوتنا وقت صلاة العصر (٢) ، ولم يبرموا أمرا حتى أسرّ (٣) أحمد بن عيسى إلى القاسم إبراهيم وأخذ يده ، وقال : قد بايعتك على كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنت الرضا ، فجعل القاسم صلوات الله عليه يقول : اللهم غفرا .. اللهم غفرا ، ثم بايعه عبد الله بن موسى ، والحسن بن يحيى ورضوا به ، وقالوا لي : بايع ، فقمت إليه وبايعت القاسم بن إبراهيم على كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال لي القاسم : قم يا أبا عبد الله وأذّن ، وقل فيه (٤) : حي على خير العمل ، فإنه هكذا نزل به جبريل عليهالسلام على جدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) ، فقمت ، وأذنت وركعت (٦) وأقمت فتقدم القاسم بن إبراهيم عليهالسلام فصلى بنا جماعة صلاة العصر ، وباتوا عندي تلك الليلة ، وصلّى بنا المغرب والعشاء جماعة ، فلما أصبحوا تفرقوا ، ومضى القاسم بن إبراهيم إلى الحجاز ، وأحمد بن عيسى إلى البصرة ، وعبد الله بن موسى إلى الشام ، ورجع الحسن بن يحيى إلى منزله ، فكانوا على بيعة القاسم عليهالسلام.
__________________
(١) في (د) : وقد رضينا بك جميعا.
(٢) في (أ) : وقت الصلاة للعصر.
(٣) في (ب ، ج ، د) : حتى انتبز.
(٤) نهاية الصفحة [٣٤٩ ـ أ].
(٥) انظر الأذان بحي على خير العمل للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي (٣٦٧ ـ ٤٤٥ ه).
(٦) أي صلّى ركعتين نافلة ، وقبل إقامة الصلاة المكتوبة.