وقال أيضا (١) :
أتعلم يا ركيك بني طريف |
|
بأني ما نهضت (٢) من الحجاز |
وفي أملي البقاء لملك دنيا يدوم |
|
وما وقيت من المراز |
ولكني نهضت بثار ربي |
|
أذل الظالمين لدى البراز |
بطعن في الخواصر والتراقي |
|
وفي الأواسط ينفذ كالحراز |
أو الأخرى فتلك أجلّ قدرا |
|
وأعظم للثواب لدى المجاز |
وهمك أنت قينات وخمر |
|
وفسق لا تفيق (٣) من المخاز |
فميز بين فعلكم وفعلي |
|
وبين غوى كفرك واحتراز |
تجدني إن صدقت أحق منكم |
|
وأولى بالمقام وبالحياز |
وإن أبي الإمام وإن رغمتم |
|
له الرحمن بالإحسان جاز |
وقال أيضا (٤) :
وإليك (٥) يا بن العبد إن قيودكم |
|
لأقل في عيني من البواغي (٦) |
فاربع عليك فليس شيمة مثلنا |
|
جزع النفوس بمعضل البلوائي |
أعلي تجلب بالقيود وإنما |
|
هوى الحياة مخالف آبائي |
أحسبتني هلع الجنان وإنما |
|
أرضي تسيل عليكم وسمائي |
بالصبر إن خلائقي محمودة |
|
وكذاك كان الغرّ من قدمائي |
وبصيرتي في الدين تحجب نورها |
|
زلل الطباع إذا أردت منائي |
لو شئت أن لا تعتريني محنة |
|
لأقمت بين مطارحي ووطائي |
__________________
(١) الأبيات في السيرة ص (٢٥٤).
(٢) في السيرة : ما دخلت ، وفي نسخ أخرى : رحلت.
(٣) في السيرة المطبوعة : لا تضيق.
(٤) الأبيات في سيرة الهادي المطبوعة (٢٥٤ ـ ٢٥٥).
(٥) في السيرة المطبوعة : وأبيك.
(٦) في السيرة المطبوعة : (البوغاء) والبوغاء بموحدة مفتوحة وواو ساكنة وغين معجمة ، ثم همزة وهي التربة الرخوة كأنها ذريرة وطاشة الناس وحمقاؤهم والأخلاط ومن الطيب رائحته ، انظر القاموس المحيط ط (٢) ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م. مؤسسة الرسالة ص (١٠٠٧) باب الغين فصل الباء ، مادة : (بوغاء).