ولم يكن الرسول (ص) يكتب «لعبد يغوث» ويغوث اسم صنم ، بل كان يغيّر أسماء كهذا مثل عبد العزّى الّذي بدّ له بعبد الرحمن ، وعبد الحجر (١). وعبد عمرو الأصمّ الّذي بدلهما بعبد الله (٢).
والكتاب الثاني قيل ، إنّه كتبه لنهشل بن مالك الوائلي (٣) وقد بدأه فيه بلفظ «باسمك اللهم» بدلا من بسم الله الرحمن الرحيم الّذي كان الرسول يبدأ به كتبه.
* * *
في ما مرّ من كتب وعهود عند ما كتب الرسول (ص) لسعد هذيم «أن يدفعوا الصدقة والخمس إلى رسوليه أو من يرسلاه» لم يكن يطلب منهم أن يدفعوا خمس غنائم حرب اشتركوا فيها ، بل كان يطلب ما استحقّ في أموالهم من خمس وصدقة.
وكذلك في ما كتب لجهينة أن يشربوا ماء الأرض ، ويرعوا أكلاءها على أن يؤدّوا الخمس والصدقة ، لم يشترط لدفع الخمس خوض الحرب واكتساب الغنائم ، بل جعل دفع الخمس والصدقة شرطا للانتفاع من مرافق الأرض ، أي علمهم الحكم الإسلامي في ما يكسبون.
وكذلك عند ما علّم وفد عبد القيس أن يدفعوا الخمس من المغنم ضمن تعليمهم جملا من الأمر أن عملوا بها دخلوا الجنّة لم يطلب منهم وهم لا يستطيعون الخروج من حيّهم في غير الأشهر الحرم خوفا من المشركين أن يدفعوا إليه خمس غنائم حرب يخوضونها ضد المشركين وينتصرون فيها ، بل طلب منهم دفع خمس أرباحهم.
وكذلك في ما كتب من عهد لعامله عمرو بن حزم أن يأخذ الصدقات والخمس من قبائل اليمن ، لم يعهد إليه أن يأخذ خمس غنائم حرب اشتركت القبائل فيها.
وكذلك في ما كتب لتلك القبائل أو غيرها أن يدفعوا الخمس ، وما كتب لغير عمرو بن حزم من عمّاله أن يأخذوا الخمس من القبائل.
__________________
(١) راجع ترجمتهما بأسد الغابة.
(٢) راجع طبقات ابن سعد ١ / ٣٠٥.
(٣) طبقات ابن سعد ١ / ٢٤٨.