طعمة فهي للّذي يقوم من بعده وكان ـ أي الخليفة ـ مستغنيا عنها بماله فجعلها لأقربائه ووصل بها رحمهم ...»
وقال ابن عبد ربّه وابن أبي الحديد واللفظ للأوّل :
وتصدّق رسول الله بمهزور ـ موضع سوق المدينة ـ على المسلمين فأقطعها ـ عثمان ـ الحارث بن الحكم أخا مروان (١).
* * *
كان هذا ما انتهى إلينا من اجتهاد الخليفة عثمان في أمر الخمس وتركة الرسول على عهده ، أمّا سبب نقمة الناس عليه فيعود لأمرين :
أوّلا : لأنّ الخليفتين قبله كانا يضعان تلك الأموال في النفقات العامّة وخصّصها عثمان لأقر بائه.
ثانيا : موضع أقربائه من الإسلام وأهله وبيان ذلك كما يلي :
سيرة أقارب عثمان المذكورين أعلاه :
أ ـ عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامريّ القرشيّ ابن خالة عثمان (٢) وأخوه من الرضاعة (٣).
قال الحاكم : كان كاتبا لرسول الله فظهرت خياناته في الكتابة فعزله رسول الله (ص) (٤) فارتدّ عن الإسلام ولحق بأهل مكّة (٥) فقال لهم : إنّي كنت أصرف محمّدا حيث اريد ، كان يملي عليّ «عزيز حكيم» فأقول أو «عليم حكيم» فيقول : نعم كلّ صواب (٦) فأنزل الله فيه («وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ ، وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى
__________________
(١) العقد الفريد ٤ / ٢٨٣ ، وشرح النهج ١ / ٦٧ ، وفي لفظ شرح النهج «بهزور» تحريف. وراجع محاضرات الراغب ٢ / ٢١١ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٨٤ ، وقال القاضيان الماوردي وأبو يعلى في باب بيان تركة الرسول : إن عثمان أقطع مهزور لمروان.
(٢) ذكر ذلك الحاكم فى المستدرك ٣ / ١٠٠.
(٣) ذكر ذلك جميع مترجميه.
(٤) أجمع مترجموه على ذلك.
(٥) مستدرك الحاكم ٣ / ١٠٠.
(٦) ترجمته بأسد الغابة ٣ / ١٧٣.