فقال : اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين ، ففتحها فإذا فيها أهل اليمين من ذريته» (١).
وأضعاف أضعاف ذلك من النصوص الصحيحة الصريحة في ثبوت هذه الصفة ، كقوله في الحديث «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» (٢) وقوله في الحديث المتفق على صحته «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، تقبلها بيمينه» (٣) وقوله : «ما السموات السبع في كف الرحمن ، إلا كخردلة في كف أحدكم» (٤) وقوله في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في «مسنده» من حديث أبي رزين «فيأخذ ربك غرفة من الماء فينضح بها قبلكم فلا يخطئ وجه أحدكم» (٥) يعنى في الموقف ، فهل يمكن أن يكون هذا من أوله إلى آخره وأضعاف أضعافه مجازا لا حقيقة ، وليس معه قرينة واحدة تبطل الحقيقة وتبين المجاز.
الوجه الخامس : إن اقتران لفظ الطي والقبض والإمساك باليد يصير المجموع حقيقة ، هذا في الفعل ، وهذا في الصفة ، بخلاف اليد المجازية فإنها إذا أريدت لم يقترن بها ما يدل على اليد حقيقة ، بل ما يدل علي المجاز كقوله : له عندي يد ، وأنا قمت يدهم ونحو ذلك ، وأما إذا قيل : قبض بيده ، وأمسك بيده ، أو قبض بإحدى يديه كذا وبالأخرى كذا ، وجلس عن يمينه ، أو كتب كذا وعمله بيمينه أو بيديه ، فهذا فهذا لا يكون إلا حقيقة ، وإما أتى هؤلاء من
__________________
(١) [صحيح] رواه الترمذي (٣٣٦٨) ، الحاكم (١ / ٦٤) وابن حبان في «صحيحه» (٨ / ٦١٣١ ـ ٦١٣٢) ، وقال الترمذي : حسن غريب ا ه وصححه الألباني في «صحيح الجامع».
(٢) رواه مسلم (٢٧٥٩) ، وأحمد (٤ / ٣٩٥ ، ٤٠٤).
(٣) رواه البخاري (١٤١٠) ، ومسلم (١٠١٤).
(٤) تقدم تخريجه في الجزء الأول وهو ضعيف.
(٥) رواه الإمام أحمد (٤ / ١٤).