في ص ١٥٠ من جزئه الرابع من صحيحه في باب بطانة الإمام وأهل مشورته عن أبي سعيد وأبي أيوب وأبي هريرة بأسانيدهم عن رسول الله (ص) أنّه قال : «ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة إلّا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه وبطانة تأمره بالشرّ وتحضّه عليه والمعصوم من عصمه الله تعالى».
وأخرج أيضا في ص ٣٠ من صحيحه في باب غزوة الحديبية من جزئه الثالث عن العلاء بن المسيب قال : «لقيت البراء بن عازب فقلت له : طوبى لك ، صحبت النبي (ص) ، وبايعته تحت الشجرة! فقال : يا ابن أخي ما تدري ما أحدثنا بعده».
ونحن لم نجد شيئا أحدثوه بعد النبي (ص) سوى بيعة السقيفة التي من أجلها أوّلوا النصوص النبويّة الصحيحة الصريحة في خلافة علي (ع) بعده (ص) وخالفوا مداليها وحملوها على معان لا صلة بينها وبينها تصحيحا لما أحدثوه يومئذ فيها ، فإن كنتم تجدون شيئا آخر غيرها قد أحدثوه بعد النبي (ص) فاخبرونا عنه ، لنكن لكم من الشاكرين (وشرّ الأمور محدثاتها).
كما جاء التنصيص عليه في حديث الرسول (ص) ولذلك قال الخليفة عمر (رض) فيما تواتر عنه : «كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى الله شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه» وبعد هذا كلّه لا أراكم تشكون في أنّ الحديث لا ينطبق منه شيء عليهم وأنّه لا يريد أحد الأئمة من البيت النبوي (ص) خاصة والتابعين لهم من شيعتهم في أصول الدين وفروعه وأدلّته في مكانه ، وأنّهم هم الطائفة التي لا تزال على الحقّ ، وظاهرين على الناس بالآيات الباهرة ، والأدلّة النيرة المنيرة المقنعة التي تنقاد لها أعناق المنصفين من النقّاد ، لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم من الناس ما داموا متمسكين بحبل الله المتين وسائرين على