الأمة ، وأئمة لها ، بأحاديثه الكثيرة المتواترة بين الفريقين كما تقدم البحث عن بعضها مستوفى.
ثالثا : إنّ انتفاء الخوف عن المتقدمين على عليّ (ع) يخرجهم عن الوعد بالاستخلاف في الآية ، لاختصاص ذلك بخصوص المؤمنين ، الذين لحقهم الخوف والأذى من المشركين ، وليس لهم مانع ولا دافع كعليّ (ع) ، وما مني به مع رسول الله (ص) ، وعمار بن ياسر ، وأمه ، وغيرهم من المعذبين بمكة ، ومن أخرجهم النبي (ص) مع ابن عمه جعفر بن أبي طالب (ع) إلى بلاد الحبشة ، لما كان يناله من الأذى في الدين.
أما الخليفة أبو بكر (رض) فإنّه لم يكن خائفا إجماعا منّا ، وأنتم أهل السنة كافة تقولون بانتفاء الخوف عنه (رض) ، لأنّه كان عزيزا في قريش ، وله مكانة عندهم مع كثرة ماله ، واتساع جاهه ، وأنّه كان معظّما من القوم لكبر سنه ، وتقدمه فيهم ، حتى إنّه كان يجير ولا يجار ، ويؤمن الآخرين ولا يحتاج إلى أمان ، وتقولون إنّه اشترى سبعة أنفر من العذاب كما سجل ذلك كل من جاء على ترجمته من مؤرخي أهل السنة وحفاظهم.
أمّا الخليفة عمر (رض) فإنّ الثابت عندكم أنّه لم يخف قط ، ولا هاب أحدا مطلقا ، وإنّه جرد سيفه عند إسلامه وقال : «لا يعبد الله اليوم سرا ثقة بنفسه واطمئنانا إلى سلامته ، وأمنا من الغوائل ، وإنّه لم يقدم عليه أحد بسوء ، رهبة له ، وخوفا منه ، وإكبارا لمكانته عند القوم ، كما سجل ذلك كله ممّن جاء على ترجمته ممّن تقدم ذكرهم».
أما الخليفة عثمان بن عفان الأموي (رض) فإنكم تقولون إنّه كان آمنا من كل خوف ، وسالما من كل أذى بأسرته من الأمويين ، وهم ملوك الأرض يومئذ ، وكل ذلك قد سجله غير واحد من أكابر