وناهيك بالكتاب شاهدا عليه ، ولقد فات الإمام ابن تيمية أن يتمثّل بقول الشاعر المسلم العربي :
وقولك إنّ الاختفاء مخافة |
|
من القتل شيء لا يجوزه الحجر |
فقل لي لما ذا غاب في الغار أحمد |
|
وصاحبه (الصديق) إذ حسن الحذر |
ولم أمرت أم الكليم بقذفه |
|
إلى نيل مصر حين ضاقت به مصر |
وكم من رسول خاف أعداه فاختفى |
|
وكم أنبياء من أعاديهم فروا |
أيعجز ربّ الخلق عن نصر دينه |
|
على غيرهم كلا فهذا هو الكفر |
وهل شاركوه في الذي قلت إنّه |
|
يؤول إلى جبن الإمام وينجرّ |
فإن قلت هذا كان فيهم يأمر من |
|
له الأمر في الأكوان ، والحمد ، والشكر |
فقل فيه ما قد قلت فيهم فكلهم |
|
على ما أراد الله أهواؤهم قصر |
وإنّ تسرّب فيه تطول بقائه |
|
أجابك إدريس وإلياس والخضر |
وفي ابن أبي الدنيا جليّ دلالة |
|
على أنّ طول العمر ليس له حصر |
ومكث نبي الله نوح بقومه |
|
كذا قوم أهل الكهف نصّ به الذّكر |