أهدر النبي (ص) دمه ، والوليد بن عقبة كانا إمامين على المسلمين من قبل الخليفة عثمان (رض) ، وهو الآخر إمام عادل عند أهل السنّة ، وكل أفعاله وأقواله صواب عندهم ، وهكذا كان مروان بن الحكم طريد رسول الله (ص) ، وابنه عبد الملك ومن جاء بعده من أبنائه من بني أميّة وآل مروان ، وقد خطب الناس لهم على منابر المسلمين بإمرة المؤمنين ، كما كانوا يخطبون للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان (رض) ، وقد حكموا في العباد ، وتمكنوا في البلاد ، فليس من الممكن لكم أن تصرفوا معنى الآية من الوعد بالاستخلاف عنهم وتخرجوهم عن جملة من زعمتم أنّهم خلفاء (رض) لتمكنهم في البلاد ، واستيلائهم على رقاب العباد ، وهكذا نقول لكم في أبي موسى الأشعري ، وعمرو بن العاص ، فإنّما كانا مسلمين عندكم ، وعاملين الأعمال الصالحة ، وكانا ممّن توجّه إليهما الخطاب في منطوق الآية ، لأنّهما كانا خائفين في أول الإسلام ، وكانت لهما من الإمارة على عهد النبي (ص) ، وعهد الخلفاء (رض) ، ما لا تستطيعون دفع تفسير الآية بهما ، وبمن كان مثلهما ممّن ذكرنا من بني أميّة وآل مروان ، وهذا ما لا يقول به أحد من أهل الإسلام هذا باطل وذلك مثله باطل بالإجماع ، وترجيح بعضهم على بعض ترجيح بلا مرجح ، كتخصيص ذلك ببعضهم دون بعض بلا مخصص ، غير صحيح عقلا وشرعا لأنّ الجميع في الميزان سواء.