عليها حتى التحق النبي (ص) بالرفيق الأعلى ، وهو خليفته عليها ، ولم يعزله عنها على ما سجّله ابن حجر العسقلاني في (إصابته) ص ٢٣٧ من جزئه الثالث؟ كما أنّه (ص) استخلف ابنه يزيد بن أبي سفيان على صدقات أخواله بني أفراس بن غنم ، وأمّره الخليفة أبو بكر (رض) على أمراء الأجناد ، وأمّره الخليفة عمر (رض) على فلسطين ثم دمشق ، على ما حكاه ابن حجر العسقلاني في (إصابته) ص ٣٤١ من جزئه السادس في ترجمة يزيد بن أبي سفيان ، وجعل رسول الله (ص) معاوية بن أبي سفيان على كتابته ، وكان واليا عن الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان (رض) على ما نقله ابن حجر العسقلاني في (إصابته) ص ١١٣ من جزئه السادس في ترجمة معاوية بن أبي سفيان.
فإذا كان أبو سفيان بن حرب ، وولداه يزيد ومعاوية ، مؤمنين ، عاملين الصالحات ، عندكم ، وكان لهم من الأمارة والخلافة ما أدليناه عليكم ، لا سيما معاوية الذي كان له من الأمارة بعد صلح الإمام الحسن السبط الزكي بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حتى سميتم ذلك العام بعام الجماعة ، على ما سجّله الإمام الجاحظ في رسالته بذيل كتاب (النزاع والتخاصم) بين بني أمية وبني هاشم لشيخ أهل السنّة المقريزي ، ولم تسمّوا عام أحد من الخلفاء (رض) أبي بكر وعمر وعثمان (رض) بذلك قبله ، ثبت بهذا التقرير الذي لا يمكنكم دفعه ولا منعه أنّ الآية تريد هؤلاء ببشارة الاستخلاف في الأرض ، والتمكين لهم فيها ، دون الخلفاء الثلاثة المتقدمين على علي (ع) ، وأنّهم أولى بالاستخلاف منهم ، وكل أولئك لا تقولون به لوضوح بطلانه بالإجماع ، فإذا بطل هذا كان إرادة الخلفاء الثلاثة (رض) أولى بالبطلان ، إجماعا وقولا واحدا ، لعدم وجود القائل بالفصل مطلقا.
ثم نقول لكم : ألستم تقولون إنّ عبد الله بن أبي سرح الذي