الكافرين ، بقوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) ، وهذا الوصف لا يمكن لأحد أن يدفع عليّا (ع) عن اتّصافه به لوضوح ما كان عليه من الشدّة على الكافرين ، والتنكيل بالمشركين ، والغلظة عليهم ، وما عرف به من مقاماته المشهورة المشهودة في تشييد الدين ، ونصر الإسلام ، والجهاد في سبيل الله تعالى ، والرحمة بالمؤمنين ، وليس باستطاعة أحد أن يدّعي شيئا من ذلك لغيره إلّا بالظنّ والتخمين ، أو بالتعصّب البغيض.
ومنها : ما حكاه المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) بهامش الجزء الخامس من (مسند الإمام أحمد بن حنبل) ص ٣٣ وص ٨٢ من جزئه الثالث بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : «أنت تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله».
وأخرج الحاكم النيسابوري في (مستدركه) ص ١٢٣ من جزئه الثالث ، حديثا صحيحا على شرط البخاري ومسلم عن النبي (ص) أنّه قال : «منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرف لها القوم ، وفيهم أبو بكر وعمر (رض) فقال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا. فقال عمر : أنا؟ قال لا ، ولكن خاصف النعل يعني عليّا (ع) فأتيناه فبشّرناه فلم يرفع به رأسا كأنّه قد كان سمعه من رسول الله (ص)».
وأخرج الحاكم أيضا في (مستدركه) ص ١٣٩ من جزئه الثالث ، حديثا صحيحا عن النبي (ص) : «أنّه أمر علي بن أبي طالب (ع) بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين» وأخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ص ٣٤٠ من جزئه الثامن ، والمتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) ص ٣٩ بهامش الجزء الخامس من