ص ٢٠٦ من جزئه الثاني في باب فضائل علي (ع) ، وابن الصبّاغ المكي المالكي في كتابه (الفصول المهمة) ص ١٢٣ وغيرهم.
والحجة في هذا لأنّه متّفق عليه ، ومسند إلى رسول الله (ص) لا في غيره مطلقا ، لأنّه مختلف فيه ولأنّ الله تعالى توعّد المرتدين بالانتقام منهم بذي خصال خاصة ، وصفات مخصوصة نوّه عنها في منطوق الآية ، ودلّ الناس عليها دلالة أوجبت لهم اليقين بحقائقها ، فكانت كلّها على وجه التحقيق متوفّرة في علي بن أبي طالب (ع) دون من ادّعيتم نزول الآية فيه.
فمن تلك الصفات نعته تعالى لهم بأنّهم يحبّون الله تعالى ، ويحبّهم الله تعالى ، وقد علمتم كما علم غيركم ممّن وقف على الحديث الصحيح المتّفق عليه ، اختصاص هذا الوصف بخصوص علي (ع) من قول النبي (ص) الذي هو من الوحي الإلهي ، وشهادته (ص) له بذلك يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا إلى رجل يحبّ الله ورسوله (ص) ويحبّه الله ورسوله (ص) ، كرّار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يده» فأعطاها عليّا (ع) ، وكان الفتح على يديه بعد أن أعطاها الخليفتين (رض) أبي بكر وعمر (رض) قبله (ع) ، فرجعا ولم يصنعا شيئا كما تقدم البحث عنه مفصّلا ، ولم يرد في حديث صحيح متّفق عليه أنّ النبي (ص) وصف الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان (رض) وغيرهما من أصحابه (ص) بمثل هذا الوصف مطلقا على أنّ ورود الحديث بنعت علي (ع) بذلك الوصفين بعد ما حدث من الخليفتين أبي بكر وعمر (رض) من الرجوع في ذلك اليوم ، ووصفه (ص) عليّا (ع) بوصف الكرّ دون الفرّ ، يعطيكم صورة واضحة عن سلبه (ص) ذلك كلّه عن غيره.
ومن النعوت أنّه تعالى وصفهم باللين على المؤمنين ، والشدّة على