سابعا : إنّ الوعد بالحسنى مطلقا لو كان متوجها إلى طلحة والزبير على ما تدعون ، فإنّه لا يوجب لهم العصمة من خلاف علي (ع) وحربه ، واستحلال دمه ، وسفك دماء أنصاره ، وإنكار حقوقه التي أوجبها الله تعالى له (ع) ، ودفعهما إمامته ، ونكثهما بيعته (ع).
فإن زعمتم أنّه لم يقع شيء من ذلك ، وكانا معصومين كما يقتضيه ظاهر الآية في الوعد بالحسنى لمن دخل في مضمونها ، فقد خالفتم الوجدان ، وكابرتم الحقيقة ، وجحدتم الضروري من واقعهما العملي ، وإن قلتم : إنّ الوعد بالحسنى من الله تعالى لم يمنع طلحة والزبير ، عمّا ذكرنا لهما من الإنفاق على وقوع ذلك منهما فيقال لكم أيضا أنّ ذلك لا يوجب العصمة للخلفاء أبي بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) ، من دفعهم عليّا (ع) عن حقّه ، وإنكارهم عليه إمامته ، وجحدهم النصوص من النبي (ص) عليه (ع) ، بعد تسليمنا لكم جدلا دخولهم في مدلول الآية ، ولا يمنع توجه المدح إليهم والوعد بالحسنى لهم على ما ترغبون.
* * * * * *