نصر الله تعالى لهم ثم ولوا مدبرين ، ولم يبق مع النبي (ص) سوى تسعة نفر من بني هاشم أحدهم علي بن أبي طالب (ع).
أمّا بقية الغزوات فكان حالهم فيها من التأخّر عن منازلة الأبطال معلومة عند المؤرخين من أهل السنّة ، ممّن أرّخ غزوات النبي (ص) كالحلبي الشافعي في (سيرته الحلبية) وابن كثير في (بدايته ونهايته) والطبري وابن الأثير في تاريخيهما ، وكثير غيرهم في تواريخهم ، وعلى عكسهم كان حال غيرهم من الطلقاء والمؤلّفة قلوبهم ، ومسلمي الفتح وأضرابهم من الناس في الجهاد والذبّ عن الإسلام ، مشهورة عند حملة الآثار من أهل السنّة ، وقد أشرنا إلى ما كان لأبي سفيان بن حرب ، وولديه يزيد ومعاوية ، في ذلك ممّا لا يمكن لمن وقف على شيء من تاريخ أهل السنّة أن يدّعي مثله منهم للمتقدمين على علي (ع) إطلاقا.
سادسا : إنّ الخليفة عمر بن الخطاب (رض) لم يكن له جهاد قبل الفتح ، ولا بعده ، ولم يكن له إنفاق في سائر الأحوال ، فكيف يصحّ لكم أن تشركوه مع الخليفتين أبي بكر ، وعثمان (رض) ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وسعيد ، ممّن ادّعيتم لهم من الفضل في منطوق الآية؟.
ولو فرضنا دخول الشبهة عليكم في أمر الخليفة أبي بكر (رض) بما ادّعيتم له (رض) من الإنفاق ، وفي الخليفة عثمان (رض) بما كان له من الإنفاق في تبوك ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وسعيد ، من الجهاد ، لكن كيف يا ترى دخلت عليكم الشبهة في الخليفة عمر (رض) وهو لا إنفاق له ، ولا قتال على الإطلاق؟ وليس هناك من يستطيع أن يدّعي أنّ له إنفاقا في حال ، وهل تجدون لذكركم له (رض) في عداد من ذكرتم إلّا المحاباة الأمر الذي نربأ بكم من الركون إليه مع وضوح الحكم لديكم في بطلانه؟!!.