خامسا : إنّ مواقف النبي (ص) في الجهاد وغزواته لأعدائه (ص) معروفة والسؤال هنا منكم أن تخبرونا في آية غزوة من هذه الغزوات قاتل الخلفاء ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان (رض).
أمّا غزوة بدر فليس للخليفة عثمان بن عفان نصيب فيها بالإجماع ، ولم يحضرها باتّفاق أهل المعرفة بالتاريخ من الشيعة وأهل السنّة. أمّا الخليفتان أبو بكر وعمر (رض) فكانا جالسين في العريش فلم يقاتلا مشركا ولم ينازلا أحدا لأسباب نحن في غنى عن ذكرها على شرطنا في هذه المناظرات إلّا إذا رغبتم الوقوف عليها فليس لنا بدّ من التعريج عليها.
وأمّا غزوة أحد فالقوم بأسرهم ولّوا الأدبار على ما أثبتناه لكم بصحيح الأخبار ، ولم يثبت مع النبي (ص) سوى علي (ع) ونفر من بني هاشم والأنصار.
وأمّا غزوة خيبر فقد عرف العام والخاص ما كان من الخليفتين أبي بكر ، وعمر (رض) في ذلك من الرجوع براية النبي (ص) حتى قال (ص) : «لأعطين الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه!» فأعطاها عليّا فكان الفتح على يديه.
وأمّا الأحزاب فلم يكن لشجعان الصحابة وفرسانهم في الحروب إقدام سوى علي بن أبي طالب (ع) ، فقتل عمرو بن عبد ودّ العامري في قصة معروفة ، سجّلها مؤرّخو أهل السنّة في كتبهم كابن كثير في (البداية والنهاية) والحلبي الشافعي في (سيرته الحلبية) وغيرهما ممّن أرّخ هذه الغزوة من أعاظم أهل السنّة.
وأمّا حنين فكان الخليفة أبو بكر (رض) هو السبب لفرار المسلمين في ذلك اليوم لاعتزازه بالجمع الكثير ، وإعجابه بكثرتهم دون