لكم قائل ممّن لا يقول بقولكم : «ربّ مشهور لا أصل له» ، وهذا منه وكل ما تقولونه فيه يقوله هو فيه.
القرآن جاء على ذكر علي (ع) صريحا
وهذا بخلاف الحال في أمير المؤمنين علي (ع) فإنّ القرآن جاء على ذكر اسمه صريحا واضحا لا خلجة فيه ، ولا شك يعتريه ، وذلك قوله تعالى في سورة مريم (ع) آية ٥٠ : (وَهَبْنا لَهُ) (يعني إبراهيم (ع)) (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) ، (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا ، وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) ، ولا شكّ في أنّ عليّا (ع) من ذريّة إبراهيم (ع) وهو (ع) لسان إبراهيم خليل الرحمن (ع) ، ولسان رسول الله (ص) ، الذي لا ينطق عنه إلّا بالصدق دون غيره من أصحابه (ص) ، وهو القائم مقامه في حفظ شريعته ، وتنفيذ أحكامها ، كما أنزل الله تعالى على رسوله (ص) لعصمته من الخطأ ، والنسيان ، والزلل ، والعصيان ، كما تقدم التنصيص عليه (ع) في حديث المنزلة دون غيره ، لعدم عصمة غيره (ع) من أصحابه (ص) ، ويدلكم على ذلك ويقرّره ، قوله تعالى حكاية عن خليله إبراهيم (ع) في سورة الشعراء آية ٨٤ : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) ، فهو يشمل لسان النبي (ص) أولا وبالذات ، ولسان علي (ع) ثانيا وبالعرض ، لأنّه (ع) ينطق عن النبي (ص) ، لا عن غيره ويسير على منهاجه لا على منهاج غيره.
* * *