مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ).
وقوله تعالى للمؤمنين عامّة في سورة آل عمران آية ١٣٩ : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا).
قلت : أولا : إنّ حزن الخليفة أبي بكر (رض) في الغار كان معلوم الوقوع ، وحزن النبي (ص) والمؤمنين لم يكن ثابت الوقوع ، لأنّه من الإنشاء دون الإخبار عن شيء واقع ، فلا ينتقض ما كان معلوم الوقوع بما لم يثبت وقوعه ، ويشهد لما قلناه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ مَعَنا) الدالّ بصراحة على وقوع الحزن منه (رض) فيكون النهي في الآيات عن الحزن كالنهي عن سائر المحرمات التي لم تقع ، ولن تقع من النبي (ص) إطلاقا ، فيجري ذلك مجرى قوله تعالى في سورة القصص آية ٨٦ : (فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ).
وقوله تعالى في سورة يونس (ع) آية ٩٤ : (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ).
وقوله تعالى في سورة يونس (ع) آية ٩٥ : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ).
وقوله تعالى في سورة الفرقان آية ٥٢ : (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) وقوله تعالى في سورة الأنعام آية ٣٥ : (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) وقوله تعالى في سورة القصص آية ٨٧ و ٨٨ : (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ ، وَادْعُ إِلى رَبِّكَ ، وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ).
وقوله تعالى في سورة الأحزاب آية ١ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ).