وأهوى أبو بكر (رض) بسيفه إليه فقتله ليكون تبريرا لما ادّعاه من أشجعية أبي بكر (رض) من جميع الناس ، لا سيما إذا لاحظتم أنّه لا يتقدم إلى أشجع الناس إلّا من اعتقد من نفسه أنّه مثله ، وهيهات ذلك! فإنّ ذلك البطل المغوار لا زال في طيّ العدم وليس له في الوجود صورة.
ثم كيف يا ترى تجتمع قصة العريش ، وجلوس النبي (ص) وصاحبه أبي بكر وعمر (رض) فيه ، وقد أمر الله تعالى نبيّه (ص) كما تقدم بقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ).
فهل يا ترى من صفة المجاهد أن يجلس في العريش؟ وهل يمكن لمن جلس في العريش أن يغلظ على الكافرين والمنافقين؟ ولما ذا يا ترى أغفل البزار ذكر الخليفة عمر (رض) وهو ثاني اثنين مع النبي (ص) في العريش فخصّ الخليفة أبا بكر (رض) بذلك بدليل قوله «فو الله ما دنا منّا أحد إلّا أبو بكر» فقد نفى دنو كل أحد إلّا أبا بكر (رض) ومنهم عمر (رض) فإنّه داخل في النفي ، وتلك قضية الاستثناء بعد العموم وبعد هذا كلّه فهل يبقى شك لذي بصيرة في بطلان قصة العريش؟!!.
* * * *