ولم يرض عنه (ع) بديلا ، ويدلّكم على صحّة اختيارنا هذا ما أخرجه الحاكم في مستدركه على الصحيحين البخاري ومسلم ص ١٢٩ من جزئه الثالث في باب فضائل علي (ع) عن النبي (ص) أنّه قال لابنته فاطمة (ع) : «يا فاطمة أما ترضين أنّ الله عزوجل اطّلع إلى أهل الأرض ، فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك» وأخرجه محبّ الدين الطبري في (الرياض النضرة) من جزئه الثاني في باب فضائل علي بن أبي طالب (ع) وأخرجه أيضا في (ذخائر العقبى) في الباب نفسه. وفي حديث آخر أخرجه الطبراني في (جامعه الكبير) بإسناده إلى أبي أيوب الأنصاري عن النبي (ص) أنّه قال لها (ع) : «يا فاطمة أما علمت أنّ الله عزوجل اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك ، فبعثه نبيّا ، ثم اطّلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته ، واتّخذته وصيّا» وقد أخرجه المتقي الهندي في كتابه (كنز العمال) ص ١٥٣ من جزئه السادس وهو الحديث ٢٥٤١ من أحاديثه وأخرجه أيضا في ص ٣١ من منتخبه بهامش الجزء الخامس من (مسند الإمام أحمد بن حنبل) ونقله آخرون من حملة الأحاديث النبوية (ص) ، من أهل السنّة وصححوه.
فإذا كان علي (ع) هو الرجل الثاني الذي اختاره الله تعالى من أهل الأرض جميعا بعد نبيّه وصفيّه (ص) ، وإذا كان هو المنصوص عليه بالخلافة والوصاية بعده (ص). بحكم ما يأتي من النصوص الصحيحة الصريحة ، وما مرّ عليك من حديثه (ص) دون غيره ممّن تقدم عليه ، فكيف يمكن للشيعة أن تختار غيره من أهل الأرض كائنا من كان؟ بل وكيف يجوز للأمّة أو لآحادها أن تختار غيره وتقدّمه عليه ، وهو الذي اختاره الله تعالى بعد نبيّه (ص)؟!.
وفي القرآن يقول الله تعالى لهم كما تقدم (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) وقد أكّد القرآن هذا عليهم وأقرّه فيما مرّ