وفيه في الباب نفسه عن عائشة أمّ المؤمنين (رض) (قالت كان رسول الله (ص) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة (رضوان الله تعالى عليها) فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلّا عجوزا! فقد أبدلك الله خيرا منها! فغضب (ص) حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال : لا والله ما أبدلني الله خيرا منها! آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء) (الحديث).
وأنتم لو لاحظتم قوله (ص) في الحديثين : «وأشركتني بمالها إذ حرمني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس» لأدركتم اختصاص ذلك بها وحدها رضوان الله تعالى عليها دون ما ادّعاه هذا المستدلّ لأبي بكر (رض) من الإنفاق على رسوله (ص) وانتفاعه (ص) بماله (رض) وإنّه (رض) سبق جماعة الأمّة إلى الإيمان بالنبي (ص) ، في حين إنّ في الحديثين الشريفين لشهادة قطعية من رسول الله (ص) بتقدم إيمان خديجة رضوان الله تعالى عليها على أبي بكر (رض) ، وهذا كما ترونه من الحجة الواضحة عليكم لأنّكم لثبوته في أصح الكتب لديكم.