عداوتهم ولم يكن وترهم في الدين وإعلاء كلمة المسلمين كعلي أمير المؤمنين (ع) لذلك فلم تمل نفوسهم إليه (ع) لبغضهم له (ع).
الوجه الثالث : إنّ الخليفة أبا بكر (رض) لم يكن له من الفضائل عندهم ما كان لعلي (ع) ليحسدوه عليها ، الأمر الذي أوجب تأخير علي (ع) عن الخلافة وتقديم غيره كما أوضحنا لكم ذلك كلّه ببرهانه.
الوجه الرابع : إنّما أوجب تأخير علي (ع) وتقديمهم (رض) طمع التابعين لهم في بلوغ مقاصدهم من المتقدمين عليه (ع) في الخلافة والزعامة ، والتسامح معهم في الزلّات ، والمخالفة للواجبات ، وارتكاب المحرّمات ، كما كان يفعله ولاتهم لا سيما أيام الخليفة عثمان بن عفان (رض) ، فإنّ ولاته ارتكبوا المنكرات ، وهتكوا الحرمات ، ويكفيكم أنّ الأموال من بيت مال المسلمين كانت يومئذ تجرف إلى خزائن بني أمية ، وبني مروان ، وكانت تبذل على الفسوق ، والفجور ، وإماتة الحق ، وإحياء الباطل ، وكان هذا من أقوى العوامل الداعية إلى إخراج الحق عن أهله ، ومحلّه من البيت النبوي (ص) وأنتم لو راجعتم التأريخ الإسلامي ، وسبرتم غور الأحاديث ، لعلمتم باليقين صدق ما نقول.
رابعا : لا داعي إلى الاستغراب من اتّفاق القوم على الخلفاء الثلاثة (رض) الأمر الذي لم يرجعوا فيه إلى أصل ثابت ولا إلى دليل قاطع وذكرنا لكم فيما تقدم أنّ قوم نبي الله موسى (ع) وهو نبي من أولي العزم قد اتّفقوا على متابعة السامري ، وتقديمهم له على نبي الله هارون (ع) ، وأرادوا قتله على ما حكاه الله تعالى في القرآن وكان ذلك كلّه في حياة نبي الله موسى (ع) فأيّ غرابة يا ترى في تأخير القوم هارون هذه الأمّة وتقديم غيره عليه (ع) بعد وفاة النبي (ص) والرجال يشبه بعضهم بعضا ، والليلة أخت البارحة؟.