مذهبكم ، كما تقدم البحث عنه مستوفى ، وأنتم تعلمون أنّ ذلك باطل في باب المناظرة وقواعد الرد ، ونحن إلى هنا لم نناقشكم فيه ، وإنما ناقشناكم بعد تسليمنا جدلا صحة ذلك كله أما الآن فقد آن لنا أن نحاسبكم عليه ، ونقول لكم :
إنكم بذلك قد خرجتم عن القواعد المقررة في أصول المناظرة ، وعدلتم عن الطريقة المتبعة في باب النقد ، وعرف الرد ، ورددتم على خصمكم بما لا يقوم به الدليل ، ولا يصح معه التدليل ، فإنّ الخصم لا يكون حكما وما تفرد بنقله لا يكون حجة على خصمة المخالف له في ذلك كله ، ويرى أنّه موضوع مفتعل لا أصل له ، لا سيما أنّه غير مسند إلى رسول الله (ص) عندكم ، وإنما أسند إلى أهل الأهواء تارة ، وإلى الضعفاء طورا ، وإلى الخصماء مرّة ، وإلى النواصب والخوارج المبغضين لعليّ أمير المؤمنين تارة أخرى ، فكيف يا ترى نقبل أحاديثهم ، وتقبلون رواياتهم في ذلك ، وهم أعداؤه وخصماؤه (ع) ودأبهم صرف الفضائل والمناقب التي هي له (ع) عنه ، ووضعها في غيره؟.
وأنتم تعلمون أنّ هذا النوع من الاحتجاج ، وهذا الشكل من الاستدلال خروج عن المنطق الصحيح ، ومروق عن الحق ، ومحاولة للباطل.
وهذا بخلاف ما اعتمدنا عليه في هذه المباحث ، وما أوردناه لكم من النصوص في خلافة علي (ع) وفضله ، فإنّه متفق على صحة روايته ، ومجمع على نزوله في خلافته (ع) بين الفريقين ، ومقبول عند الطائفتين ، ومسند إلى رسول الله (ص) ، فلا سبيل لكم إلا النزول على حكمه ، والأخذ بمنطوقه ومفهومه ، لا سيما أنّه سالم عن المعارض لوقوع التعارض والتضاد ، بين ما أوردتموه في فضل الخلفاء أبي بكر