الرابع عن النبي (ص) أنّه قال يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يده» هذا بعد أن أعطاها لأبي بكر ثم لعمر (رض) فرجعا بها ولم يفتحا شيئا. وأنتم ترون هذا الحديث من النصوص الواضحة على خلافة علي (ع) بعد النبي (ص) لأنّ تلك الصفات والملكات التي اشتمل عليها الحديث لم تكن في الخليفتين (رض) ، ولا في غيرهما من الصحابة فلو لم يكن علي بأقصى مراتب المحبة لله تعالى ولرسوله (ص) ، وعند الله تعالى وعند رسوله (ص) كما يدلّ عليه منطوق الحديث لزمكم أن تقولوا بخروج جميع أصحاب النبي (ص) وغيرهم عن هذه المحبة أو تقولوا بلغوية التخصيص وعبثية الكلام من سيد الأنام (ص) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى ، وكلاهما باطلان لا يليقان بمقام النبوّة فلا يجوز حمل كلامه (ص) عليه فإذا تسجّل لديكم بطلان كلا الشقّين ثبت اختصاص علي (ع) بغاية هذه المرتبة ولا ريب في أنّ أقصى غاية المدح والثناء والتعظيم والإعلاء هو محبة الله تعالى ومحبة رسوله (ص) والأحبّ إليهما أحقّ بخلافة النبي (ص) بل لا تجوز لغيره بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات آية ١٣ : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) والأحب إليه تعالى لا شك في أنّه أكرم الناس عنده فهو (ع) أقربهم لديه تعالى وأتقاهم عنده.
* * *