معروفا حكاه عنهم ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري) ص ١٦٠ في أوائل كتاب العلم في باب من خصّ بالعلم قوما دون قوم فراجع ثمة حتى تعلم :
إنّ إعراض هؤلاء عن الحديث الصحيح ، وتركهم له ، أو كتمانهم إيّاه ، لا يكون قادحا في صحّته ، ولا موجبا لوهنه ، لا سيما إذا كان صحيحا على شرط الشيخين البخاري ومسلم كما في حديثنا. ولعلّه إنّما لم يخرجه البخاري ومسلم بطوله مع صحته على شرطهما كما تقدم عن الحاكم والذهبي اعتمادا على اشتهاره ومعلومية حاله في الصحة عند الحفّاظ ، كما هي العادة عندهم في الأحاديث المشهورة ، بل ربما تركوا بعضه ، واقتصروا على بعضه الآخر اتّكالا على شهرته.
وإنّما تلونا عليكم ذلك كلّه عن أساطين أرباب الحديث ، وحفّاظ أئمة أهل السنّة ، ومفسّريهم العظام ، ومؤرّخيهم الكبار ، لتعلموا أنّ حديث الولاية ، يوم الغدير ، من الأصول الموضوعة التي يتعيّن على الفريقين الرجوع إليه في قطع الخصومة ، ورفع النزاع ، فرسول الله (ص) في حديثه هذا كما ترى قد أثبت تلك الأولوية والأحقيّة في التصرّف في أنفس المؤمنين الثابتة لنفسه (ص) المقدّسة لعلي (ع) بنصّ هذا الحديث ، وحكم بأنّه هو الإمام من بعده لا سيما إذا لاحظتم قوله (ص) : «أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ثلاثا وهم يجيبون بالتصديق فإنّه لا أولوية في أنفسهم لغير النبي (ص) وقد أعطاها لعلي (ع) بنصّ قوله (ص) فهو إمام المؤمنين وخليفة النبي (ص) بعده دون غيره ، لذا قال الخليفة عمر (رض) وهو أعرف بمفاد هذا الخطاب من غيره مهنئا عليّا (ع) : «بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة!» على ما سجّله عليه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ص ٢٩٠ من جزئه الثامن والحافظ الحسكاني في كتابه (شواهد التنزيل) ص ١٥٧ وابن عساكر في (تاريخ