لعلي (ع) بنصّ هذا الحديث فهو ، قرينة واضحة وصريحة في أنّ المراد من المولى الأولى بل لا يمكن أن يريد غيره إذ ليس من الممكن ولا بالمعقول أن ينادي رسول الله (ص) وهو أعقل العقلاء باجتماع الناس ويقوم فيهم بحرّ الهجيرة ، ويقرّرهم ثلاثا ، بأنّه أولى بهم من أنفسهم ويريد بذلك أن يبين لهم أنّ عليّا (ع) ابن عمّي أو محبّ أو ناصر أو سيد فإنّ مثل هذا كما تعلمون لا يختص به (ع) ولا يحتاج بيانه إلى ذلك المشهد الرهيب ، والموقف الخطير ، والدعاء له (ع) بذلك الدعاء الذي لا يناسب ولا يليق إلّا بشأن الخلفاء ولهذا ترى الشاعر العربي يقول :
قل لمن أول الحديث سفاها |
|
وهو إذ ذاك ليس يأبى السفاها |
أترى أرجح الخلائق رأيا |
|
يمسك الناس في مجاري سراها |
راكبا ذروة الحدائج ينبي |
|
عن أمور كالشمس راد ضحاها |
ولو فرضنا جدلا أنّه (ص) أراد بالمولى السيد أو الناصر ومع ذلك فإنّه يستلزم له (ع) الإمرة والإمامة لوقوفهما عادة عليهما بل لنا أن نقول : إنّه لا مانع من أن يريد النبي (ص) إثبات جميع ما لكلمة مولى من المعاني الممكنة أن تكون له (ص) لعلي (ع) كالناصر والسيد والمحبّ والأولى والولي لأنّ إرادة ذلك كلّه من باب عموم المجاز لا محذور فيه لو صححنا العموم في الحديث.