ومن ذلك كلّه تفهمون أنّ عليا واجب المحبّة مطلقا وكل واجب المحبة مطلقا واجب الطاعة مطلقا ، وكل واجب الطاعة مطلقا صاحب الإمامة ، فعلي صاحب الإمامة ، والحديث دليل الصغرى من هذا القياس المنطقي. وأمّا دليل الكبرى فقد تقدّم من قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي).
ولنا طريق آخر للاستدلال بهذا الحديث على مطلوبنا وهو : إنّا نسألكم عن الذين تقدّموا على علي بالإمامة والخلافة أكانوا محبّين له (ع) ، عارفين له فضله ، أم لا؟ فإن قلتم الشقّ الأول فيقال لكم يلزمكم أن تقولوا بأنّ عليّا (ع) واجب الطاعة عليهم (رض) وإنّه إمامهم فلا يصح لهم (رض) التقدّم عليه (ع) في كل أمر ونهي ، بل في كل شيء ، حتى فيما يختصّ بشئون أنفسهم كما هو صريح قول النبي (ص) في حديث الغدير المتقدم نقله ، الذي نصّ فيه على أنّ عليّا (ع) أولى بالمؤمنين من أنفسهم كالنبي (ص).
وإن قلتم بالشقّ الثاني فقد صرتم إلى أمر عظيم ، وهو طعنكم في إيمان الخلفاء الثلاثة (رض) ، ونسبتكم إليهم ما لا يجوز نسبته إليهم إطلاقا وذلك ما لا ترضونه ولا يرضى به غيركم مطلقا.
وحسبنا من الأحاديث النبوية (ص) هذا القدر فإنّها تكفي لإثبات خلافة علي (ع) بعد النبي (ص) دون غيره.
* * *