الخلفاء الثلاثة (رض) ومثله علي أفضل منهم ، والأفضل أحقّ بالإمامة بل لا تصحّ لغيره.
الرابع : إنّ النبي (ص) كان إماما ، وهاديا للأمّة ، بما فيهم الخلفاء الثلاثة (رض) ، ومثله علي (ع) يكون إماما ، وهاديا لهم جميعا ويؤيّد هذا ويؤكّده الحديث المقبول عند المؤالف والمخالف الذي أخرجه الإمام الرازي في (تفسيره الكبير) ص ٤٧٢ من جزئه الثاني كغيره من أهل السنن عند أهل السنّة عن النبي (ص) أنّه قال : «من أراد أن يرى آدم في علمه ، ونوحا في طاعته ، وإبراهيم في خلّته ، وموسى في هيبته ، وعيسى في صفوته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب» فالحديث نصّ صريح في أنّه قد اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم (ع) ، وذلك يدلّ على أنّ عليّا (ع) أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين إلّا محمدا (ص).
ولكن الإمام الرازي حاول الردّ على هذا التقرير فقال : (والجواب أنّه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أنّ محمدا (ص) أفضل من علي (ع) فكذلك انعقد الإجماع بينهم على أنّ النبي (ص) أفضل ممّن ليس بنبي ، وأجمعوا على أنّ عليّا (ع) ما كان نبيّا فيلزم القطع بأنّ ظاهر الآية كما أنّه مخصوص في حقّ محمد (ص) فكذلك مخصوص في حقّ الأنبياء (ع)) انتهى كلام الرازي.
وأنتم ترون أنّ الرجل مع ما شاع عنه وذاع من تشكيكه في الأمور البديهية ، لم يناقش في الإجماع الذي قام على أنّ نزول الآية في أولئك الخمسة الأطهار (ع) ، ولم يناقش في أنّ المراد ب (أنفسنا) نفس علي (ع) ، ولم يناقش الشيعة في أفضلية علي (ع) من جميع الصحابة ، ولم يناقش في صحّة الحديث بين الفريقين ، وإنّما ناقش في دعوى تفضيل علي (ع) على سائر الأنبياء (ع) بما ادّعاه من انعقاد الإجماع على أنّ النبي (ص) أفضل ممّن ليس بنبي ، ولكن كان على الإمام الرازي أن