إليهم ، فهم لا يهمهم أن ينسبوا الكذب والدّجل إلى أئمة الحديث في نقلهم لها ما دام ذلك موجبا لصرف تلك الفضائل والمناقب عن الوصي وآل النبي (ص) ، وموافقا لفكرتهم.
ولكن مهما أوتي هؤلاء من ثقافة عصرية فهم يجهلون علم الدراية في طرق الحديث وإسناده ، ولا يميزون بين صحيحه وسقيمه ، ومتواتره وآحاده ، وليس من المعقول أن يكون أولئك العلماء من أئمة الحديث ونقّاده عند أهل السنّة الذين استفرغوا وسعهم ، وبذلوا جهدهم في سبيل تنقيب الأحاديث وتحقيقها وما من حديث إلّا خبروه ومخضوه ، وأحاطوا علما بصحّته وصدوره ، فاستخرجوا غثه من سمينه ، كلّهم جهلوا أنّ تلك الأحاديث موضوعة مفتعلة لا أصل لها إلّا هؤلاء ، ذلك ما لا يمكن أن يكون أبدا ولا يقول به العلماء.