أجل يا حضرمي كيف لا يذكرون عليك ذلك ، ويسيئون الظنّ بعقيدتك ، ويتّهمونك في دينك ورأيك هذا في قبول الخبر وردّه لا يرتضيه عبّاد الأوثان ، فضلا عن ذوي الأديان ، لأنّه لا بدّ لهم من ميزان يرجعون إليه في دينهم وقبول أحكامهم.
فالحضرمي بهذا ونحوه كما ترون يريد أن يدسّ في الدين الإسلامي باسم الإسلام من العقائد اللادينية ما يأباه جميع الأديان السماوية وغير السماوية ، وكذلك بفعل التعصّب البغيض بصاحبه فيجرّه إلى ما لا تحمد عقباه والعاقبة الحساب.
فتحصل من كل ما ذكرناه أنّ الإجماع محقّق فيما أوردناه فلا سبيل إلى إنكاره.
قال : أجل لا سبيل إلى إنكاره ولكن لما ذا فعلوا ذلك ولم يتعبّدوا بظواهرها ، وأوّلوها على خلاف مداليلها ، وحملوها على غير معانيها المطابقية.
قلت : كيف يخفى عليكم ذلك وأنتم من عرفنا فضله ، وعلمه ، وسعة تفكيره ، فإنّهم إن لم يفعلوا ذلك لم يتسنّ لهم تصحيح ما أحدثوه في السقيفة من عقد البيعة لغير علي (ع) مع أنّه كان أحقّ بها وأهلها بحكم ما تقدّم من النصوص النبويّة لا سيما أنّكم قد عرفتم أنّ عقد ذلك ليس لهم ، ولا من حقّهم مطلقا ، لأنّه من عهد الله تعالى وأمره وحده ، ويرجع أمره إليه لا إلى أحد غيره مطلقا كما تقدم البحث عنه مستوفى.
* * *