عليهالسلام : «اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون».
السادس أن تقطع طبعك عن أموال الخلق ومنافعهم ومتى فعلت ذلك سهل عليك ذمهم لك ومدحهم لك ، لأنه لا يرجى من مدحهم إلا وصول النفع من جهتهم ولا مضرة فى ذمهم إلا انقطاع منافعهم عنك فإذا قطعت طبعك عن منافعهم استوى عندك مدحهم وذمهم.
السابع أن يسلط صفة الكبر على نفسه ويعتقد فى نفسه انه أعلى من يزداد بمدح المادحين أو ينتقص بذم الذامين ، أو يعتقد فى ذلك المادح والذام أنه جار مجرى البهيمة ، ومتى كان كذلك لم يبق فى قوله أثر ولا فائدة ، وقد ذكرنا طريقا ١ من طرق علاجها.
الثامن ان ذلك الذم ان صدق فالذنب المذموم حيث اكتسب تلك الصفة الموجبة للمذمة ، وإن كذب فذلك الذم للمذموم فى الظاهر ولكنه ذم للذام فى الحقيقة فإن اقدامه على ذلك الكذب يدل على كونه متصفا بالأخلاق القبيحة من الكذب والغيبة وخبث النفس ، وإدخال الشبهات فى القلوب.
التاسع أن ذلك الذم إن كان صدقا فهو اشاعة الفاحشة وذلك من لوم الطبع وخبث النفس ، فوجب أن يشكر المذموم على أن صانه عن هذه الصفة ، وإن كان كذبا كان ذلك اعراضا عن تعظيم أمر الله وعن الشفقة على خلق الله ، فوجب أن يكون فرح المذموم على أن صانه الله عنه بذهله عن الغم بسبب الذم.
العاشر ان الذام إنما أقبل على ذلك الذم سعيا منه فى إدخال الحزن فى قلب ذلك المذموم ، فإن حصل ذلك الحزن فقد حصل