لا .. أكتب إليّ أكتب إليك (١).
وثانيا : يمكن أن يكون فعل معاذ الترتيب والتقديم في الجمع الدلالي ، ويمكن أن يكون بتقديم ما هو حجّة لواجديّته لشرائط الحجيّة على ما ليس بواجد لها وبالجملة ؛ فعل مجمل (٢) فلا ينفعه التقرير.
ومنها : قوله تعالى (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)(٣) ، وقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٤) ، وقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ)(٥) وقوله تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى)(٦) .. إلى غير ذلك من الآيات ؛ فإنّها تدلّ على تقديم خبر العادل على الفاسق ، وإن كان موثقا والمؤمن على غيره ، والمجتهد الفقيه على العامي .. ونحو ذلك.
والجواب : إنّ هذه الآيات ظاهرة في عدم جواز الركون إلى هؤلاء أصلا ولو في غير صورة المعارضة ، مع إمكان إرادة نفي الاستواء في الدرجات الأخرويّة لا فيما يتعلق بمقامنا كما هو واضح في غير الآية الأخيرة ، فتدبّر.
__________________
(١) حكى الاستدلال وجوابه الميرزا الرشتي في بدائع الأفكار : ص ٤٣٣.
(٢) في نسخة (د) : فعله.
(٣) السجدة : ١٨.
(٤) الزمر : ٩.
(٥) الأنعام : ٥٠.
(٦) يونس : ٣٥.