ثمّ ما ذكره من السببيّة ممنوع ؛ بل يمكن أن يعكس الأمر ، فإنّ التخصيص أيضا خلاف الأصل والشك في التقيّة ، يمكن أن يكون من جهة الشكّ في التخصيص.
والتحقيق أنّ الشكّ فيهما ناش عن العلم الإجمالي بأحدهما ، إلا أن يريد أنّ الأصل عدم وجود سبب التقيّة ، وهذا لا يكون معارضا مع أصالة عدم التخصيص ، وبعبارة أخرى : أصالة عدم التخصيص معارضة بأصالة عدم التقيّة ؛ وتبقى أصالة عدم وجود سبب التقيّة ، وهو كما ترى! فكلّ من التقيّة والتخصيص مخالف الظاهر ، والثاني أغلب (١) ؛ فيقدم على الأول ، مع قطع النظر عمّا ذكرنا من عدم كون التخصيص من باب التعارض ؛ فتدبّر (جدا) (٢)!
(تذنيبان. إلى هنا جرى قلمه الشريف) (٣). في سنة ١٣١٦ ه (٤). (٥)
__________________
(١) لا بدّ من القول هنا بأنّ أغلبيّة التخصيص ليست بلحاظ الوجود الخارجي للمخصصات ؛ فإنّه مكابرة للوجدان من كثرة التقيّة أيضا ، وليس المراد من أغلبيته الأغلبيّة بلحاظ إرادة المجازات وما يعطاه من جراب النورة ؛ فإنّه أيضا ليس تاما ، بل المراد من الأغلبية أغلبية شيوعه نوعا ، ومن هنا يتوجه صحّة دعوى ما من عام إلا وقد خص وإن كانت بنحو المبالغة ، فالمراد الغلبة النوعيّة وفي مقابلها الغلبة الشخصيّة في موارد التقيّة ، ومن الواضح أنّ الثانية لا تكون مقدّمة على الأولى ، وهذا ما يظهر من الشيخ إرادته في الرسالة ، فالتفت.
(٢) أثبتناها من نسخة (د).
(٣) ما بين القوسين لا يوجد في النسخة (د).
(٤) هذا تاريخ استنساخها أو طباعتها لا تاريخ الانتهاء من تأليفها ؛ لأنّ في النسخة (د) قد كتب في آخرها تاريخ الانتهاء من تأليفها سنة ١٣٠٩ ه ، ولعلّها قبل هذا التاريخ أيضا فقد ورد فيها : «وقد وقع الفراغ من تسويده وتحريره في يوم الثاني والعشرين من شهر رجب المرجب من شهور السنة التاسعة من العشر الأول من المائة الرابعة من الألف الثاني .. على يد الأقل محمد حسين ابن الحاج عبد الغفور اليزدي الساكن في النجف الأشرف».
(٥) وقد تمّ الانتهاء من تحقيقها ومقابلة نسخها وتخريج مصادرها على يد أقل أهل العلم المحتاج إلى رحمة ربّه حلمي بن الحاج عبد الرءوف بن المقدس الحاج حسين السنان من أهالي بلدة القطيف المحروسة ، وذلك في مدينة قم المقدّسة ، وذلك في أوقات متباعدة ـ بسبب الاشتغال بالدروس ـ مجموعها سنتان وآخرها في السنة الخامسة من العقد الثالث من المائة الخامسة بعد الألف من الهجرة النبويّة المباركة على صاحبها وآله الكرام سرج الظلام آلاف التحيّة والسلام.