التي جاءت في أول البحث تفسر الآية : (وَاللهُ اخْرَجَكُم مِنْ بُطُونِ امَّهَاتِكُم لَاتَعْلَمُونَ شَيْئاً) ، فتكون المعلومات الفطرية مستثناة من هذه الآية.
سؤال آخر :
وقد يطرح هنا سؤال آخر عكس السؤال الأول وهو : أنّ القرآن الكريم في الكثير من الآيات أطلق مفردة «التذكير» على علوم الإنسان ، مثل : (إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً لِقوْمٍ يَذَّكَّرُونَ). (النحل / ١٣)
ويقول في آية اخرى : (وَمَا يَذَّكَّرُ الّا اولُوا الْأَلْبَابِ). (آل عمران / ٧)
وفي اخرى أيضاً : (وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلّنَاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). (البقرة / ٢٢١)
ألَمْ يكن المراد من هذه الآيات وهو نفس ما ذهب إليه افلاطون ، أي أنّ العلوم عبارة عن تذكير لما هو موجود في سريرة الإنسان ، وحاصل عنده منذ القدم؟
الجواب :
إنّ «التذكير» من مادة «ذكر» ومعناه الأولي ـ كما يقول أئمّة اللغة ـ هو الحفظ ، وكما يقول الراغب في مفرداته : الذكر قد يطلق على حالة نفسية تُعين الإنسان على حفظ العلوم والمعارف ، وقد يقال لحضور الشيء في القلب ، أو البيان ، وما جاء في لسان العرب قريب لما جاء في المفردات ، حيث قال : الذكر ، يعني الحفظ كما يعني الموضوع الذي جرى على الألسن.
وعلى هذا ، فالذكر والتذكر لا يعني حضور الشيء في القلب بعد النسيان أو استعادة الذكرى فقط ، بل يشمل جميع المعلومات.