ثم لا يخفى : أن (١) ذيل موثقة عمار : «فإذا علمت فقد قذر وما لم تعلم فليس عليك» يؤيد (٢) ما استظهرنا منها من كون الحكم المغيّى واقعيا ثابتا للشيء بعنوانه (٣) ، لا ظاهريا ثابتا له بما هو مثبته ؛ لظهوره (٤) في أنه متفرع على الغاية وحدها ، وأنه بيان
______________________________________________________
ومحصل ما أفاده في وجه تعميم اعتبار الاستصحاب في جميع الموارد هو : أنه بضميمة عدم القول بالفصل تعم الروايات جميع الأبواب والموارد ؛ إذ لم يظهر قول بالفصل بين استصحاب الطهارة والحل ، وبين استصحاب غيرهما ، فالقائل باعتباره يقول به مطلقا والنافي له ينفي اعتباره في جميع الأبواب ، وليس من الأقوال المتشتتة في الاستصحاب تخصيص حجيته ببابي الحل والطهارة.
(١) بعد أن أثبت المصنف دلالة الروايات الثلاث على اعتبار الاستصحاب تصدى لتأييد مقالته بما في ذيل موثقة عمار من قوله «عليهالسلام» : «فإذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك» ، فإن هذا الذيل مشتمل على حكمين أحدهما : إيجابي وهو استمرار الحكم السابق في غير صورة العلم بالضد أو النقيض ، والآخر سلبي وهو عدم استمراره في صورة العلم بالخلاف. وهذان الحكمان مترتبان على الغاية ومبيّنان لها ، غاية الأمر : أن أحدهما مفهومها وهو قوله «عليهالسلام» : «وإذا علمت» ، والآخر منطوقها ، وهو قوله «عليهالسلام» : «وما لم تعلم ...» ، والظاهر كون هذين الحكمين مترتبين على الغاية وحدها لقربهما بها ، فيكون الحكم بالطهارة في المشكوك فيه مستندا إلى العلم بها سابقا ، فيدل على استمرار الحكم الواقعي ظاهرا ، وهذا بخلاف ما إذا كان الذيل مترتبا على مجموع الغاية والمغيّى ؛ إذ الحكم بالطهارة حينئذ يكون مترتبا على نفس الشك كما هو مفاد قاعدة الطهارة ، لا على ثبوت الطهارة سابقا كما هو مقتضى الاستصحاب.
(٢) لعل وجه التعبير بالتأييد دون الدلالة هو : أن ظهور الذيل في تفرعه على الغاية وحدها ليس بذلك الوضوح ، فإن ظهور قوله «عليهالسلام» : «وما لم تعلم» في ترتب الطهارة على نفس الشك الذي هو موضوع قاعدة الطهارة مما لا ينكر ، فليس الذيل مؤيدا لما استظهره من كون الغاية قيدا للحكم حتى يستفاد منه الاستصحاب. وضمير «منها» راجع على الموثقة ؛ كما في منتهى الدراية ، ج ٧ ، ص ٢٣٠.
توضيح بعض العبارات طبقا لما في «منتهى الدراية».
(٣) الأولي. وضمير «له» راجع على الشيء ، و «لا ظاهريا» معطوف على «واقعيا».
(٤) تعليل ل «يؤيد» ، وضميره كضميري «أنه ، وأنه» راجع على الذيل.