لها (١) وحدها منطوقها ومفهومها (٢) لا لها مع المغيّى كما لا يخفى على المتأمل.
______________________________________________________
(١) أي : للغاية «وحدها» بلا مشاركة المعنى في إفادته ؛ بل الذيل مجمل من الغاية.
(٢) المراد بالمنطوق الذي اشتمل عليه الذي هو : قوله «عليهالسلام» : «فإذا علمت فقد قذر» ، والمراد بالمفهوم هو : قوله «عليهالسلام» : «وما لم تعلم فليس عليك».
وكيف كان ؛ فقد عرفت : أن الذيل قد تضمن حكمين أحدهما مثبت وهو قوله :
«فإذا علمت فقد قذر» ، والآخر منفي وهو قوله : «وما لم تعلم فليس عليك» ، وظاهر هذا التفريع كونه تفريعا على الغاية التي هي «حتى تعلم» ، فيدل ذلك على أن الغاية تضمنت حكمين أيضا ، أحدهما : مفاد الاستصحاب الذي هو استمرار الحكم المنفي في الذيل ، وعلى الثاني الحكم المثبت.
ومن هذا يتبيّن : أن صدر الحديث ـ وهو قوله : «كل شيء طاهر» ـ حكم واقعي للأشياء بما لها من العناوين ، لا أنه ضرب للقاعدة لدى الشك ، فإن التفريع بيان للغاية وحدها «لا لها مع المغيّى ...» الخ. حتى يقال : بأن المنفي ـ وهو «ما لم تعلم فليس عليك» بيان للمغيّا.
خلاصة البحث مع رأي المصنف «قدسسره»
يتلخص البحث في أمور :
١ ـ بيان ما في الروايات الثلاث من الاحتمالات والأقوال :
أ ـ قول صاحب الكفاية في حاشية الرسائل : بأنها ناظرة إلى الطهارة والحلية الواقعيتين ، والطهارة والحلية الظاهريتين ، واستصحابهما.
ب ـ قول صاحب الكفاية في الكفاية : بأنها ناظرة إلى الطهارة الواقعية أو الحلية الواقعية بصدرها واستصحابها بذيلها ، ولا نظر لها إلى قاعدة الطهارة والحلية.
ج ـ قول صاحب الفصول : بأن يكون صدرها ناظرا إلى قاعدة الطهارة أو الحلية ، وذيلها يكون ناظرا إلى قاعدة الاستصحاب.
د ـ قول المشهور : بأن تكون الروايات ناظرة إلى قاعدة الطهارة والحلية فحسب.
ه ـ قول الشيخ : وهو التفصيل بين حديث «الماء كله طاهر حتى تعلم أنه قذر» ، فيكون ناظرا إلى الحكم الواقعي والاستصحاب ، وبين حديثين آخرين حديث «كل شيء طاهر حتى تعلم أنه قذر» ، وحديث «كل شيء لك حلال ...».