يكتب في صحّته ، ثمّ قال ، قال : « ياجابر : ما أشدّ هذا من حديث » (١).
وهذه الرّواية لا إشكال في دلالتها على المدّعى في الجملة حيث إن ظاهرها أنّ نيّة المريض كان مؤثّراً في دوام العمل الصالح أو العمل السيّىء له.
ومنها : ما رواه عبدالله بن موسى بن جعفر عن أبيه عليهالسلام قال : « سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال : ريح الكنيف والطيب سواء؟ قلت : لا ، قال : أنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفسه طيّب الريح ، فقال : صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فإنّه قد همّ بالحسنة ، فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له ، وإذا همّ بالسيّئة خرج نفسه منتن الريح فيقول : صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فإنّه قد همّ بالسيّئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها عليه » (٢).
فيمكن أن يستدلّ على المدّعى بقوله « وإذا همّ بالسيّئة خرج نفسه منتن الريح » حيث إن ظاهره أنّ انتان الريح نشأ من ناحية كون النيّة معصية.
لكن الإنصاف أنّ ذيله دالّ على خلافه حيث إن فيه توقّف ثبوت المعصية على تحقّق الفعل ، ولو تنزّلنا عن ذلك فلا أكثر من أنّه مشعر إلى المدّعى وليس على حدّ الدلالة.
ومنها : ما رواه أبو عروة السلمي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ الله يحشر الناس على نيّاتهم يوم القيامة » (٣).
لكنّها تفسّر برواية اخرى وهي رواية إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن محمّد قال : حدّثني علي بن جعفر بن محمّد وعلي بن موسى بن جعفر هذا عن أخيه وهذا عن أبيه موسى بن جعفر عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ( في حديث ) قال : « إنّما الأعمال بالنيّات ولكلّ امرىء ما نوى فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عزّوجلّ ، ومن غزى يريد عرض الدنيا أو نوى عقالاً لم يكن له إلاّما نوى » (٤).
فإنّها تدلّ على اعتبار قصد القربة في المثوبة.
__________________
(١) وسائل الشيعة : ح ٥ ، ج ١ ، الباب ٧ ، من أبواب مقدّمات العبادات.
(٢) المصدر السابق : ح ٣.
(٣) المصدر السابق : ح ٥.
(٤) المصدر السابق : ح ١٠.