منها : ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي يونس مولى عائشة أنّه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ) قال : فلمّا بلغتها آذنتها فأملت عليّ « حافظوا على الصلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر قوموا لله قانتين » قالت : عائشة سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
أقول : لا أقلّ من احتمال صدق هذا الخبر وصدور العبارة المذكورة من جانب النبي صلىاللهعليهوآله إلاّ أنّه على فرض صحّة الصدور تكون هذه البعارة بمثابة تفسير للصلاة الوسطى بصلاة العصر من جانبه صلىاللهعليهوآله لا من باب أنّها جزء للآية.
ومنها : ما رواه البخاري في كتاب البيوع من صحيحه عن عمرو عن أبن عبّاس قال : كانت عكاظ ومخبة وذو المجاز أسواق الجاهلية فتأثّموا أن يتّجروا في المواسم فنزلت : « ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربّكم في مواسم الحجّ » (٢).
فقوله « في مواسم الحجّ » ورد لتفسير الآية ظاهراً لا أنّه جزء للآية.
ومنها : ما رواه الثعلبي عن تفسيره كما نقله الطبرسي وغيره بإسناده عن أبي نصرة قال :
سألت ابن عبّاس عن المتعة فقال : أما تقرأ سورة النساء؟ فقلت : بلى ، قال : فما تقرأ « فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى » قلت : لا أقرأها هكذا. قال : ابن عبّاس : « الله هكذا أنزلها الله ثلاث مرّات » (٣).
والظاهر أنّ هذا أيضاً من وهم ابن عبّاس ولذا لم يذكره غيره.
ومنها : ما رواه السيوطي في الإتقان عن ابن عبّاس « مثل نوره كمشكاة » ( في سورة النور ) قال هي خطأ من الكاتب ، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة إنّما هي : « مثل نور المؤمن كمشكاة » (٤).
وليس هذا إلاّ اجتهاد منه في معنى الآية كما هو واضح.
ومنها : ما رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه عن ابن عبّاس في حديث طويل
__________________
(١) فصل الخطاب : أوائل الدليل الثامن.
(٢) المصدر السابق :
(٣) المصدر السابق :
(٤) المصدر السابق :