ثالثاً : إعلان عالمية الرسالة الإسلامية والتأكيد عليها :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) [ الأنبياء ].
( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) [ الحج ].
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَ كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) [ سبأ ].
رابعاً : المزج بين الدعوة السلمية والجهاد المسلّح في تبليغ الرسالة ، وكسر الموانع من انتشار الرسالة الإسلامية في ربوع العالم ، ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [ النحل ].
( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [ التوبة ].
خامساً : معجزة مستمرّة دائمة : بخلاف معجزات الأنبياء السابقين عليهمالسلام كانت معجزة النبي محمّد صلىاللهعليهوآله صالحة لكلّ الأحقاب التاريخية مما يؤمّن خلود هذه الرسالة وديمومة تفاعلها مع الحياة والإنسان قصد بلوغ الأهداف النهائية للمسيرة البشرية على الأرض.
سادساً : التأكيد على مستقبل البشرية السعيد في القرآن الكريم وعلى لسان النبي صلىاللهعليهوآله في مَرويات كثيرة جدّاً ، والتأكيد على أنّ ذلك يتوقّف على تطبيق المنهج الربّاني الذي جاءت به شريعة الإسلام.
سابعاً : تقديم تفصيلات دقيقة لم تعرفها النبوات السابقة عن الحياة الأخروية والجزاء الأخروي ، ولذلك نرى القرآن الكريم يعجّ بالآيات في هذا المعنى.
بعد فترة النبي صلىاللهعليهوآله تبدأ فترة الأئمة عليهمالسلام ، ويفترض أن تمتدّ فترة الوصاية الإلهية عبر سلسلة الأئمة عليهمالسلام ولمدّة قرنين ونصف من التطبيق الصحيح والتفاعل الناضج بين الأُمّة والرسالة ، لتكون كافية لبلوغ المجتمع الإسلامي درجة تؤهّله لإدارة نفسه بنفسه ، ولكن كما أشرنا سابقاً الإرادة الحرّة للإنسان والتحوّلات التي عرفها تاريخ المسلمين بإقصاء الأوصياء من ممارسة دورهم الطبيعي ألجأ الأمور إلى شكل آخر من التسلسل فكانت الغيبة ( سيأتي توضيحها أكثر في فلسفة الغيبة ).