لذا سيكون الأوفق بنهاية التاريخ أن تكون على يد رجلٍ يلغي عملية الصراع ، وهذا يعني زوال أسبابه المادية والمعنوية ، وهذا ما سيكون عندما يُظهر الله دينه على الدين كلّه فلا صراع فكري بعد ذلك ، وعندما تخرج الأرض كنوزها ويحثو الحاكم المال والطعام للناس حثواً ولا يعدّه عدّاً ، فلا صراع مادي بعد ذلك ، وتبلغ المسيرة البشرية نهايتها وغاية كمالها وينتهي كلّ شيء.
فيما بين أيدينا كتاب يحاول أن يطرح العقيدة في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه على ضوء تلك الفلسفة ، ليقول للبشرية إن الاعتقاد بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه يتوافق بالإجمال مع كلّ تلك المقولات ، وهو مُنتَظر البشرية على الإطلاق ، ويحاول أن يقدّم هذه المسألة العقائدية الهامّة من خلال فلسفة التاريخ وإدراك طبيعة حركته ، مما يؤيّد الدليل الديني الخاص بدليل علمي يمكننا بواسطته أن نخاطب جميع الناس ، مع غضّ النظر عن العقيدة والدين.
ولقد بذل مؤلِّفه سماحة الشيخ الأسعد بن علي قيدارة جهداً كبيراً في إخراج بحوثه العلمية الدقيقة بأسلوب شيّق ورصين ، أسأل الله تعالى أن يَزيده علماً وفضلاً ، وأن يوفّقه إلى كلّ خير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
حرّره الفقير إلى رحمته تعالى
عبد الله السيد عبد اللطيف نظام