يقلّدوه ـ (١) ، فولاية الفقيه تمثّل حلقة من حلقات خطّ الشهادة ـ كما يسمّيه الشهيد الصدر رحمهالله ـ في التاريخ بعد الأنبياء والأئمة عليهمالسلام. إنّها تمثّل القيادة الشرعية داخل المجتمع وتحمي مسيرته من الحيرة والضياع في غياب الإمام فـ ـ من أصبح من هذه الأُمّة لا إمام له من الله عزّ وجلّ أصبح تائهاً متحيّراً ضالاً ـ كما هو المروي عن الإمام الباقر عليهالسلام (٢).
يقول الإمام الخميني قدسسره : ـ فالفقهاء اليوم هم الحجّة على الناس كما كان الرسول٩ حجّة الله عليهم ، وكلّ ما كان يناط بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد أناطه الأئمة عليهمالسلام بالفقهاء من بعدهم ، فهم المرجع في جميع المشكلات والمعضلات ، وإليهم قد فوّضت الحكومة وولاية الناس وسياساتهم والجباية والإنفاق ، وكلّ من يتخلّف عن طاعتهم؛ فإنّ الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك ـ (٣).
فحركة الانتظار تنطلق وتمتدّ في ظلّ القيادة الشرعية ، إذ لا معنى لانتظار المهديf إذا كنّا نتحرّك في دوائر خارج القيادة النائبة التي نصّ الإمام عليها بنفسه كخطّ عام ، وأوكل للأُمّة مهمّة التشخيص : إمّا بالرجوع إليه والالتفاف حوله والتحرّك في إطار قيادة هذا الفقيه ، أو من خلال المؤسّسات الدستورية للدولة الإسلامية ، كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية في إيران حيث يتصدّى مجلس الخبراء لانتخاب الولي الفقيه ، وهذا المجلس بدوره يُنتخب أعضاؤه من طرف الجماهير.
والولي الفقيه يقود الجماهير نحو حاكمية الإسلام في مختلف المستويات ، وإقامة دولته العادلة وتوطيد أركانها ، ـ ينبغي للفقهاء أن يعملوا فرادى أو مجتمعين من أجل إقامة حكومة شرعية تعمل على إقامة الحدود ، وحفظ الثغور ، وإقرار النظام ، وإن كانت الأهلية لذلك منحصرة في فرد كان ذلك عليه واجباً عينياً وإلا فالواجب كفائي ـ (٤).
فالنضال من أجل قيام الدولة الإسلامية وتوطيد أركانها بعد النجاح في قيامها وتقوية إشعاعها على جميع أنحاء العالم ، أحد السبل العملية الأساسية في التوطيد لقيام
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ٨٨.
٢ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٨١.
٣ ـ الحكومة الإسلامية ، ص ١٠٩.
٤ ـ المصدر نفسه ، ص ٥٢.