بلغةٍ أخرى ، الإضافات النوعية التي يدخلها عنصر الاعتقاد بالمهدي ـ وغيبته وظهوره ... ـ على رؤيتنا للتاريخ وسُنَنِه ، وحركته ، وغاياته ، ومراحله ، وآفاقه ، وقوانينه التي تحكم كلّ مرحلة ....
فهل تؤثّر هذه العقيدة المهدوية على تفاصيل النظرية الإسلامية في تفسير التاريخ؟ هل تعطي لهذه الرؤية أبعاداً جديدة؟
هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة عنها من خلال هذه الدراسة في فصولها السبعة :
الفصل الأول : فلسفة التاريخ : المفهوم والأبعاد.
الفصل الثاني : المهدي والمخلّص في التراث الإنساني.
الفصل الثالث : فلسفة التاريخ في المنظور الإسلامي العام.
الفصل الرابع : أصول الوعي التاريخي في ضوء عقيدة المهدي.
الفصل الخامس : فلسفة الغيبة.
الفصل السادس : فلسفة الانتظار.
الفصل السابع : فلسفة الدور وتعجيل الظهور.
وفي الواقع ، هذا المضمون الذي نقدّمه للقارئ اليوم بهذه الرؤية والصيغة ، هو في أساسه مجموعة بحوث ودراسات حول الثقافة المهدوية ، اطّلع عليها بعض الأصدقاء وطلبوا منّي نشرها تعميماً للفائدة ، وتردّدت بين نشرها كما هي : مقالات ودراسات مستقلّة ، وبين أن أُعيد صياغتها وصبّها في قالب جديد.
وبعد تأمّلٍ وقراءة ثانية لهذه البحوث والدراسات ، لمحت الخيط الرفيع الذي يشدّ هذه الحلقات بعضها لبعضها ، ورجّحت أخيراً أن أقدّمها في قالب دراسةٍ موضوعيةٍ موحّدة تحت العنوان المذكور ، واستناداً للخطّة المحدّدة ، بعد أن أضفت فصولاً جديدةً لاستكمال بناء النظرية من جميع الجهات.
أدعوه سبحانه أن أكون قد وفّقت لتقريب المسألة شكلاً ، ومضموناً ، وأن يجد الناس عموماً ، والمؤمنون خصوصاً ، شيئاً من الفائدة في هذا الكتاب ، وأن ينفعنا الله به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.