أنقاض هزائم الفترات السابقة؛ بل هو ما تدلّل عليه المعطيات الواقعية.
لقد فقد العالم توازنه بسقوط المعسكر الشرقي ومنظومته الشيوعية ، وسقط الحلم بها كطريق لسعادة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية ، واستفردت المنظومة الرأسمالية بالهيمنة والسيطرة ، ولكن ها هي أزماتها العميقة تستفحل ، وهاهي الولايات المتّحدة زعيمة المنظومة تغرق في ديون تعدّ بالتريليونات من الدولارات : ( بعض الأرقام تتحدّث أخيراً عن / ٩ / تريليون دولار كديون خارجية على الولايات المتحدة ) ، وعشرات الملايين من الفقراء بلا مأوى ، ونسب الجريمة العالية ، وهاهي التقارير تصدع بالفساد الإداري والسياسي والجنون السياسي لبعض قادة الولايات المتّحدة ، وعزّز الفشل الذريع لتدخّلاتها العسكرية في عدّة أماكن في العالم والبلدان الإسلامية خصوصاً أفغانستان والعراق هذا الانهيار الحضاري الوشيك.
وكشاهد حقيقي على عمق الأزمة العالمية التي تعيشها هذه المنظومة ما تردّد في الفترة الأخيرة من دراسات تتحدّث عن مصير السقوط والانهيار للولايات المتّحدة ، وأنّ الخبراء يرصدون علامات تحاكي ما عرفته الحضارات السالفة والآفلة قبيل سقوطها ، سيكون مصير النموذج الحضاري الغربي المهيمن على العالم الأفول كما هو حال الامبراطورية الرومانية وغيرها من الامبراطوريات والحضارات في التاريخ.
بالمقابل نرى نهوضاً وحراكاً وانتصارات للشعوب المظلومة وللأُمّة الإسلامية خصوصاً ، رغم كلّ الجراحات التي تثخنها والمشاكل الداخلية التي تعاني منها.
لكن هذه الأزمات لا تحجب عنّا قيام محاور للمقاومة والعزّة والممانعة تدافع عن شرف الإسلام وعزّة الإنسان ومصالح المستضعفين.
هذا القوس الصاعد هنا ، وذاك القوس النازل هناك ، يلخص المشهد ، هذا المشهد قد ينبئ بأنّ العالم سيشهد قريباً سقوطاً مروعاً لأعتى قوة مهيمنة ، وأنّ الفراغ الحضاري أو ما يولده الصدام الأخير مع هذا المعسكر في حروبه الأخيرة من أجل البقاء قد تجرّ العالم إلى مزيد من الفوضى والإرباك.
ولكن في كلّ الأحوال هناك أمل ينمو ، هناك مشروع جديد يبشّر بالخير والعدل