القضاء على الشخص المُدان ـ (١) ، وهكذا يصبح ـ أوزوريس ـ هو المخلّص ، والتوحّد به هو سبيل السعادة.
كان التوحّد مع ـ أوزوريس ـ في الخلود ومنذ الدولة الوسطى وما بعدها أصبح هذا التوحّد ميزة يحصل عليها كلّ من مارس الطقوس الدينية المناسبة.
وفي العهد الروماني أصبح التوحّد مع ـ أوزوريس ـ يُعبّر عنه بتصوير المتوفّى في بعض الأحيان ، وهو يحمل صفات من ـ أوزوريس ـ ، لقد أصبح عرفاً سائداً لمدّة طويلة أن يوضع اسم ـ أوزوريس ـ قبل اسم المتوفّى ، ولا يخفى ما ساهمت به البيئة الجغرافية التي كان يعيش فيها المصريون في تعميق فكرة الخلاص ، حيث تجدّد الحياة النباتية مع موسم الأمطار ، وعودة النيل الذي يعود حاملاً الخصب والنماء بعد القحط والجفاف ، وكذلك الظروف السياسية التي عاشوها عقيب الحكم الفارسي على مصر الذي استولى عليها سنة / ٥٢٥ / ق.م ، مما جعلهم يتوقون إلى مخلّص ينقذهم من الهيمنة الفارسية ، إلى أن حرّر الإسكندر مصر سنة / ٣٣٢ / ق.م ، ولذلك أضفوا عليه سمات القداسة ، حيث أشاعوا أنّه ثمرة زواج الإله ـ آتون ـ الذي تقمّص جسد الأب والآلهة ـ أولمياس ـ.
وينقل صاحب قصّة الحضارة كيف كان عرّاف الإسكندرية يخاطب الإسكندر : ـ ينبغي لخطاك أن تكون بعد اليوم كخطى الصاعقة ، وإنّ تاج المحرّر لمصر ينتظرك كابن منتظر للإله ـ آمون ـ ـ (٢).
وبعد موت الإسكندر حاول بطليموس أن يبدو في نظر المصريين بقداسة الإسكندر ، فلقّب نفسه ـ سوتر ـ ولكنّه فشل ، إذ كانت تنقصه أسطورة الأمل الإلهي ، فظلّ المصريون مشدودين إلى قادم يزيل عنهم الظلم.
وهذا الانتظار تضخّم في نظر بعض المؤرِّخين فعزا معه سبب اعتناق المصريين
__________________
١ ـ جافري بارندر ، المعتقدات الدينية لدى الشعوب ، ص ٥٨.
٢ ـ ديورانت ، قصة الحضارة ، ج ١ ، ص ٥٢١.