كتابهم المقدّس ـ أتستطيع أن تكون من أولئك الذين يجدّدون هذا العالم ـ (١).
وينقسم التاريخ باعتقادهم إلى أربع حقب ، تمتدّ كلّ حقبة ثلاثة آلاف سنة ، وقع التشابك في الفترة الثالثة بين أهورامزدا وأهرمان بعدما كان كلّ منهما يجهّز قوته وسوف ينهزم الشيطان في النهاية.
سيظهر المنقذ ـ ساونشيان ـ الذي سيولد من عذراء ستظهر في بحيرة كاسنويا وإنّ التجديد النهائي سيحصل على الأثر من تضحية ساونشيان الذي سيأتي لتجديد الحياة في نهاية الحياة ، وستمحى في زمانه جميع الشرور التي أثارها أهرمان ، وسيتمّ خلق العالم من جديد ، وستتحد الأرواح بالأجساد (٢) ، ويرى بعض المؤرِّخين أنّ زرادشت اعتقد أنّ الأرض ستصلح من بعده مباشرة ، ولكن عندما لم يحدث ذلك وبقيت الأرض على ما هي عليه اعتقد أتباعه أنّه سيتبع بثلاثة منقذين يظهر كلّ عام ...
وبموجب أسطورة متأخّرة فإنّ الزمن يتضمّن ١٢ ألف سنة مقسّمة إلى أربعة أقسام ، كلّ قسم ٣٠٠٠ سنة ، والحقبة الأخيرة حظيت بتعاليم زرادشت ، وتنتهي بمجيء ساوشيانت أو المنقذ٣٦ ، ونلمح هذا النزوع إلى المخلّص في كتابهم المقدّس ـ دُلّني يا مزدا على قائد مخلّص حكيم متلطّف يقودني إليك ـ (٣) ، ـ اجعلنا من الذين يجدّدون هذا الوجود (٤) ـ ، ـ اعمل كي تكون من زمرة الأشخاص الذين يساهمون في سبيل رقي وكمال هذا العالم ـ (٥).
هناك أديان قريبة من الزرادشتية تلتقي معها حول الثنوية والإيمان بإله الخير وإله الشرّ ، واتفقت معها أيضاً حول فكرة المخلّص ، من هذه الأديان :
__________________
١ ـ إسماعيل فوزي ، الديانة الزرادشتية ، ص ٥.
٢ ـ كورتل آرثر ، قاموس أساطير العالم ، ص ٤٥.
٣ ـ إسماعيل فوزي ، الديانة الزرادشتية ، ص ٦٠.
٤ ـ المصدر نفسه ، ص ٧٠.
٥ ـ المصدر نفسه ، ص ٨١.