الأرض ، ويضرب الأرض بقضيب فمه ، ويميت المنافق بنفخة شفتيه ، ويكون البر منطقة ثنية ، والأمانة منطقة حقوية ، ويسكن الذئب مع الخروف ، ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن وصبي صغير يسوقها ... فيطبعون سيوفهم سككاً ، ورماحهم مناجل ، ولا ترفع أُمّة على أُمّة سيفاً ، ولا يتعلّمون الحرب فيما بعد ـ (١).
وتهيُئ اليهود لهذا المخلّص وتوقّعهم يزداد كلّما ألمّت بهم البلايا والمحن ، وظهر المسيح عليهالسلام وأعلن أنّه المسيح الذي ينتظره اليهود ، ولكن أكثرهم رفض هذا الادعاء ، وقاوموا دعوة المسيح عليهالسلام وألقوا عليه القبض وحكموا عليه بالصلب ، وفي المزمور الثاني والسبعين من مزامير داود عليهالسلام من العهد القديم نقرأ بشارة بالمخلّص جاء فيها :
ـ اللهم أعطِ شريعتك للملك ، وعدلك لابن الملك؛
ليحكم بين شعبك بالعدل ، ولعبادك المساكين بالحقّ.
فلتحمل الجبال والآكام السلام للشعب في ظلّ العدل؛
ليحكم لمساكين الشعب بالحقّ ، ويخلّص البائسين ويسحق الظالم.
يخشونك ما دامت الشمس وما أنار القمر على مرّ الأجيال والعصور.
سيكون كالمطر يهطل على الشعب ، وكالغيث الوارف الذي يروي الأرض العطشى.
يشرق في أيّامه الأبرار ، ويعمّ السلام إلى يوم يختفي القمر من الوجود.
ويملك من البحر إلى البحر ، ومن النهر إلى أقاصي الأرض.
أمامه يجثو أهل الصحراء ، ويلحس أعداءه التراب.
ملوك توسيس والجزائر يدفعون الجزية ، وملوك سبأ يقدّمون الهدايا.
يسجد له كلّ الملوك ، وتخدمه كلّ الأمم؛
__________________
١ ـ ول ديورانت ، قصة الحضارة ، ج ٢ ، ص ٣٥٤.