ثمّ أريد منه البشرى عينها ، أمّا السيد المسيح عليهالسلام فقد استعملها بمعنى بشرى الخلاص التي حملها واستعملها الرسل من بعده بالمعنى نفسه (١).
لقد وردت كلمة المسيح في التوراة ولا يزال اليهود ينتظرونه ويرونه ملكاً عظيماً سيأتي ليجعل لهم السلطان على الأرض ، ولكنّه لمّا أتاهم تآمروا ضدّه وكفروا به وأنكروا أنّه الموعود ... واعتقدوا أنّهم قتلوه.
ويقول المسيحيون : إنّ أنواراً قد ملأت الأجواء في بيت لحم عقيب مولد المسيح عليهالسلام وإنّ نجماً لاح في السماء يبشّر بمولد المخلّص ، وأن هيرودوس ملك اليهود لمّا علم بذلك خاف على ملكه من المولود الجديد ، وكان يعرف أنّ زوال ملكه على يد مولود من بيت لحم ، فقرّر قتل كلّ مواليد هذه المدينة (٢).
وفي الواقع إنّ المسيح عليهالسلام لم يدّعِ أنّه المسيح الذي ينتظره اليهود ، ولكن أتباعه الذين هم من اليهود أصلاً أعطوه هذا اللقب ، وساهم ـ بولس ـ الذي تعود إليه تعاليم المسيحية كما هي معهودة إلى يومنا هذا في تأكيد فكرة المخلّص ليستقطب أكبر عدد ممكن من اليهود ، فأذاع أنّ المسيح منقذ ومخلّص.
وباستقراء العهد الجديد نجد العديد من النصوص الدينية التي تُبرز فكرة المخلّص وتُبشر بخلاص الإنسان ، فقد جاء في إنجيل متى على لسان يسوع : ـ طوبى للمساكين بالروح؛ لأنّ لهم ملكوت السموات ، طوبى للحزانى؛ لأنّهم يتعزون ، طوبى للودعاء؛ لأنّهم يرثون الأرض ، طوبى للجياع والعطاشى إلى البر؛ لأنّهم يشبعون ـ (٣).
وفي نفس الإنجيل : ـ انظروا لا ترتاعوا لأنّه لابدّ أن تكون هذه كلّها ، ولكن
__________________
١ ـ أحمد شلبي ، المسيحية ، ص ١٧٢.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٨٩.
٣ ـ إنجيل متى ، الإصحاح : ٥ / ١ ـ ٦.