( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء ].
( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) [ القصص ].
( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى ) [ الأعراف ].
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [ الصف ] ، [ التوبة / الآية ٣٣ ].
ومن جهة أخرى أعطت هذه الرسالة للفكرة كلّ التفاصيل الضرورية ، وهذا ما تتضمّنه الروايات عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام ، هذه التفاصيل هي التي تخوّل للبشرية معرفة قائدها وتميّزه عن كلّ مدّعٍ كذّاب؛ بل تعطي للمسلمين وعياً تاريخياً عن شرائط الظهور وتمنحهم الأسس النظرية الضرورية لتحديد أدوارهم ومسؤولياتهم زمن الغيبة في انتظار الإمام المخلّص المهدي عجل الله تعالى فرجه.
وهناك ميزة أخرى للرؤية الإسلامية تنفرد بها : وهي أنّها تفسّر تكامل الفكرة في التاريخ وتنفرد بذلك ، فحسب التفسير الإسلامي للتاريخ لم تنبت فكرة المخلّص دفعة واحدة بجميع أبعادها ، وإنّما هي حقيقة عقائدية راعت تطوّر الذهن البشري ، وأعطته في كلّ مرحلة ما يناسبه من مفاهيم عن الخلاص والمخلّص وفق تخطيط إلهي دقيق يأخذ بعين الاعتبار سنن التاريخ والإرادة الإنسانية ، ويمكن أن نرصد أهمّ مراحل هذا التطوّر في تكامل فكرة المخلّص في التاريخ.
المرحلة الأولى : في هذه المرحلة من فجر الإنسان ركّزت النبوّات على ضرورة الإصلاح النفسي؛ ولأنّه الخطوة الأولى في إصلاح المجتمع وإصلاح العالم بقيام المخلّص وتأسيس الدولة العالمية ، ومن أهمّ الأنبياء الذين أكّدوا ذلك نوح عليهالسلام ،